سلطان العويس .. باريس تحتفل برحلة من العطاء الثقافي


تحت رعاية سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، انطلقت الندوة الدولية «سلطان العويس.. رحلة الشعر.. رحلة العطاء»، والتي تنظمها مؤسسة سلطان بن علي العويس بالتعاون مع منظمة اليونيسكو في باريس.
تأتي الندوة في إطار الاحتفال بمئوية الشاعر سلطان بن علي العويس (1925 ـ 2025)، وقد حضرتها نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة دولة في وزارة الخارجية، وفهد سعيد الرقباني سفير الدولة لدى فرنسا، و إرنستو أتون راميريز، مساعد المديرة العامة لقطاع الثقافة في اليونيسكو، والدكتور سليمان موسى الجاسم، نائب رئيس مجلس أمناء المؤسسة، وعلي الحاج آل علي، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى اليونيسكو، رئيس المجموعة العربية، وعبد الحميد أحمد الأمين العام للمؤسسة.
و ألقت نورة الكعبي كلمة خلال الافتتاح قالت فيها: يطيب لي في بداية حديثي أن أعبر عن بالغ امتناني لوقوفي بينكم اليوم، في هذا الصرح العالمي «اليونيسكو»، للاحتفاء بحياة وإرث الراحل سلطان بن علي العويس؛ الشاعر والرمز الثقافي الذي لا يزال صوته الشعري والإنساني يتردد صداه في أرجاء الوطن العربي والعالم.
وتابعت: لم يقتصر إبداع شاعرنا العويس على صياغة القصائد، بل تجاوزها إلى التعبير بصدق وأصالة عن تطلعات وآمال إخوانه وأخواته المواطنين، جامعاً في شعره بين عبقرية التراث وروح العصرنة. ولم يتوقف عطاؤه عند حدود الإبداع الأدبي، بل امتد ليشمل العمل الخيري، حيث استثمر في ركائز المستقبل: التعليم، والمؤسسات الثقافية، والجوائز التشجيعية، ضامناً بذلك تقدير ودعم الأجيال القادمة من المبدعين العرب في شتى المجالات.
ونوهت الكعبي بإرث العويس قائلة: لعلّ أبرز تجليات إرث العويس الخالد هو «جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية» التي أُطلقت عام 1987، لتكون منارة سنوية لتكريم رواد الفكر والأدب والعلوم في العالم العربي، في مجالات الشعر، والسرد، والمسرح، والنقد، والدراسات الإنسانية، والمستقبلية. لقد جسّدت هذه الجائزة رؤيته الثاقبة بأن الثقافة ليست ترفاً، بل هي جوهر التقدم وصمام الأمان لهويّتنا. وبهذا، يسهم إرث شاعرنا الكبير في تعزيز مكانة دولة الإمارات كمنارة للثقافة، وملتقى للحوار الحضاري، وجسراً يربط بين المشرق والمغرب.
كما ألقى إرنستو أتون راميريز،كلمة، قال فيها: غالبًا ما يُقال إن الكلمات يمكن أن تتجاوز اللحظة التي تُقال فيها، لتتردد عبر الثقافات والقرون، لا سيما الشعر، الذي يمتلك قدرة خالدة على تحريك القلوب والحفاظ على الذاكرة، وبناء الجسور الثقافية بين الناس عبر الحدود. نجتمع اليوم للاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد سلطان بن علي العويس، الذي لا تزال كلماته حية، تقدم الحكمة والجمال للعالم، لم يكن سلطان العويس شاعراً ذا حساسية عميقة فحسب، بل كان أيضاً كاتباً وخيّراً وسفيراً ثقافياً. بالنسبة لليونيسكو، تتردد أصداء حياته وأعماله بعمق؛ فهي تجسد قيم الإبداع والإنسانية والتضامن التي تشكل جوهر رسالتنا. لذلك، فإن هذه الذكرى المئوية ليست مجرد تكريم لفرد استثنائي، بل تذكير بالدور العالمي للأدب والفنون في تشكيل المجتمعات.
الدكتور سليمان موسى الجاسم، قال: يشرّفني أن أقف بينكم اليوم، في هذا الصرح الدولي الذي جعل من الثقافة والجمال لغة عالمية مشتركة، لنحتفي بمرور مئة عام على ولادة شاعرٍ جعل من الكلمة فعلاً حياً، ومن العطاء مشروعاً إنسانياً... سلطان بن علي العويس...وإننا نشعر بمزيد من الفخر والاعتزاز أن يكون سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، راعياً لهذا الحدث الثقافي الدولي، هذا الحدث يرسم صورة حضارية أخرى من الصور المشرقة لدولة الإمارات متمثلة في شاعرها الراحل سلطان بن علي العويس. لقد آمنت اليونيسكو بأن الثقافة هي الطريق الأقصر إلى السلام، وأن الهوية الإنسانية لا تكتمل إلا حين تُحفظ الذاكرة الإبداعية للشعوب، ومن هنا تأتي قيمة اعتماد عام 2025 للاحتفاء بالشاعر والإنسان سلطان العويس ليس تكريماً لذكراه فقط بل اعترافاً بدور الثقافة في صياغة وجدان البشرية، كان يرى أن الثقافة مسؤولية إنسانية، وأن الشعر مرآة الروح، وأن العطاء أسمى وجوه الكرامة، ومن هذا الوعي العميق، تحوّل عطاؤه إلى مؤسّسة وجائزة تحمل اسمه، لتصبح منصة للإبداع، وحاضنة للحوار الثقافي.
أما علي الحاج علي آل علي، فألقى كلمة قال فيها: غالباً ما يُقال إن الكلمات يمكن أن تتجاوز اللحظة التي تُقال فيها، لا سيما الشعر، الذي يمتلك قدرة خالدة على تحريك القلوب والحفاظ على الذاكرة، وبناء الجسور الثقافية بين الناس عبر الحدود. نجتمع اليوم للاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد سلطان بن علي العويس، الذي لا تزال كلماته حية، تقدم الحكمة والجمال للعالم. لم يكن سلطان العويس شاعراً ذا حساسية عميقة فحسب، بل كان أيضًا كاتباً وخيّراً وسفيراً ثقافياً. بالنسبة لليونيسكو، تتردد أصداء حياته وأعماله بعمق؛ فهي تجسد قيم الإبداع والإنسانية والتضامن التي تشكل جوهر رسالتنا. لذلك، فإن هذه الذكرى المئوية ليست مجرد تكريم لفرد استثنائي، بل تذكير بالدور العالمي للأدب والفنون في تشكيل المجتمعات.
وقبيل افتتاح الندوة تجولت نورة الكعبي رفقة فهد سعيد الرقباني، ووفود من مختلف الدول وأدباء وشخصيات عامة في أروقة معرض«كلمات تهوى الجمال»، وأبدت إعجابها باللوحات والصور التي تعرض في قاعة ميرو بمنظمة اليونسكو والتي تقام على هامش الندوة، كما تلقت مسكوكة تذكارية أصدرها مصرف الإمارات المركزي من الدكتور سليمان موسى الجاسم، وشكرت مؤسسة العويس الثقافية على حسن تنظيم هذه الاحتفالية الدولية التي عززت من حضور الإمارات في المشهد الثقافي العالمي.
وقد بدأت وقائع الندوة بعرض فيلم عن سلطان العويس ثم توالت الجلسات التي تستمر لمدة يومين ويشارك فيها نخبة من الباحثين والأدباء والشعراء والمستشرقين من مختلف دول العالم، حيث شارك في اليوم الأول كل من: الدكتورة باربارا ميخالاك من بولندا، والدكتور علوي الهاشمي من البحرين، والدكتورة إيزابيلا كاميرا من إيطاليا، والدكتور شتيفان فايدنر من ألمانيا، والدكتور بطرس حلاق من فرنسا، والأديب عبد الغفار حسين، والدكتورة فاطمة الصايغ، والدكتور يوسف الحسن، وعبد الحميد أحمد من الإمارات.
وشارك في ندوات اليوم الثاني كل من: الدكتور شوقي عبد الأمير، والدكتورة بيندكت لوتيليه من فرنسا، والدكتور سليمان موسى الجاسم، والدكتور عبد الخالق عبد الله، و إبراهيم الهاشمي من الإمارات، والشاعرة سوسن دهنيم من البحرين، والشاعر شوقي بزيع من لبنان، والشاعر كريم معتوق من الإمارات، والشاعر حسين درويش من سوريا.
أقيم على هامش الندوة معرض كتب مصغر من إصدارات المؤسسة، بالإضافة إلى ترجمات لأشعار سلطان إلى الفرنسية ترجمها أنطوان جوكي، وترجمتها إلى الإنجليزية د. أمنية أمين، وحملت الترجمتان عنوان«رماد الحب»، كما طرح في المعرض كتاب (سلطان بن علي العويس ـ سيرة وطن وعطاء) تأليف إبراهيم الهاشمي، وكتاب«الألق الشعري في شعر سلطان العويس» تأليف د. سمر روحي الفيصل. (


نشر في الخليج 16917 بتاريخ 2025/09/12


الرابط الإلكتروني : https://www.alkhaleej.ae/2025-09-12/%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%8A%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B3-%D8%AA%D8%AD%D8%AA%D9%81%D9%84-%D8%A8%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B7%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9

المزيد من الأخبار في ندوات ومؤتمرات ومهرجانات- الخليج 16917

شارك هذا الخبر مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أضف تعليقاً

تعليقات الزوار


التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط  ، و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب ، ولا يقوم بإعلانات تجارية سواء للكتاب أو المؤلف أو الناشر .

عداد الموقع

الكتب
37175
المؤلفون
20419
الناشرون
1949
الأخبار
10955

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة