الإمارات ليست مجرد دولة نفطية، أو صحراء، كما يحلو لبعضهم تصويرها». هذا ما يسعى الكاتب فرناندو فرانسيس إلى كشفه أمام العالم بالصورة والكلمة، في كتابه «نظرة على الإمارات» الذي يصدر بالتزامن مع احتفالات الدولة باليوم الوطني الـ.38 ويقول فرانسيس «هدفت في الكتاب أن أرد جميل هذا البلد الجميل الذي قدم لي كثيراً خلال سنوات إقامتي فيه، آملا أن يسهم الكتاب في تغيير النظرة النمطية السائدة لدى الغرب منذ سنوات عن الإمارات والعالم العربي عموماً، فالجمال والصحراء والتمر لم تعد الصورة الوحيدة التي يمتلكها العرب».ولا يعتبر فرانسيس، الأسترالي الجنسية من أصل فلسطيني، كتابه الذي جاء باللغة الإنجليزية في 420 صفحة من الورق الفاخر من الحجم الموسوعي، ويحيط به مغلف فاخر، ويصل وزنه إلى نحو 3.5 كيلوغرامات، مرجعاً، بقدر ما يمثل نظرة مغايرة لدولة الإمارات، ودعوة للتفكير مرة أخرى في ما نراه أمامنا من مظاهر التغيير والتطوّر وفق الكاتب الذي يوضح أنه استخدم الصورة دليلاً وشاهداً على التطوّر الكبير لأماكن كانت تعرف صحراء قاحلة، ثم تحولت إلى أماكن للرفاهية والتميز، تزهو بجمالياتها، وتضم بين جنباتها أشخاصاً من مختلف الجنسيات، ويضيف « هذا يؤكد أن هناك كثيراً من العطاء لدى هـذا البلد لم يتحدث عنـه أحـد، أو يشير إليه من قبل».وقال فرانسيس إن فكرة إعداد الكتاب ظلت تراوده منذ فترة طويلة، لكن قرار البدء في التنفيذ يعود إلى مارس الماضي، واستمر طوال الفترة الماضية، إذ قام بجولات عدة في إمارات الدولة ومدنها وقراها، ملتقطا كماً هائلاً من الصور لمعالم عمرانية ومبان حديثة وقديمة، بلغ عددها ما يقارب 8100 صورة، انتقى منها 470 توزعت بين صفحات الكتاب. وأضاف «لم يصدر الكتاب من فراغ، لكنه جاء ثمرة دراسة سابقة أجريتها، ويستند إلى قاعدة معينة بنيتها على رؤية خاصة بي، ومن أجل تحقيقها، قطعت أكثر من 4000 كيلومتر لالتقاط الصور بين ربوع الإمارات، وإعادة تصوير المعالم نفسها مرة أخرى في بعض الأحيان. وصممت 15 نموذجاً للكتاب، وفي كل مرة أجري عليه المزيد من التعديلات والتغييرات، وهو ضغط شديد في فترة زمنية قصيرة، ولكنني كنت مصراً على مواصلة العمل حتى النهاية». وأشار إلى أن أشخاصا عديدين شاهدوا ما التقطه من صور لم يصدقوا أنها لأماكن ومعالم موجودة حولهم، «فهناك جمال كثير نمر عليه يومياً في طريقنا، مـن دون أن نلتفت إليـه، فعلى سبيل المثال، كل العالم يعرف صخرة (الروشة) كأبرز معلم سياحي في لبنان، ولكن، لا أحد يعرف أن صخرة شبيهة لها في الفجيرة». ( الإمارات اليوم )
نشر في الإمارات اليوم بتاريخ 2009/12/01
أضف تعليقاً