فاطمة السري من النموذج الأول المحتسب الصابر، إذ فقدت نعمة البصر قبل ثلاثة أعوام فأبدلها الله عن نعمة البصر قوة في البصيرة والإرادة


إذا أحب الله عبدا ابتلاه هل يصبر ويشكر فيقذف في قلبه السكينة وراحة البال، أو يسخط ويغضب فيعيش في نكد وضيق وتعاسة، وفاطمة السري من النموذج الأول المحتسب الصابر، إذ فقدت نعمة البصر قبل ثلاثة أعوام فأبدلها الله عن نعمة البصر قوة في البصيرة والإرادة، استطاعت بهما تجاوز محنتها وتمكنت بقوة إيمانها بالله من الاستمرار في العمل والعطاء والتعايش مع محيطها وكأن شيئا لم يحدث لها، وتستحق تجربتها هذه أن يطلع عليها غيرها من الأسوياء عامة، وممن فقدوا نعمة من نعم الله خاصة، حتى تكون نبراسا لهم ودليلا على قوة الإرادة وحب الحياة. مارست الكتابة والعمل الصحافي منذ فترة مبكرة من حياتها، إذ نشرت بعض الخواطر والمقالات الصحافي في مجلة الأزمنة العربية عام 1977، وزهرة الخليج من عام 1978 حتى عام 1983، وفي جريدة الخليج عام 1980 والبيان عام 1981 في صفحة مدارس وجامعات تحت زاوية آراء مدرسية وآراء جامعية، وقد نشرت العديد من القصص القصيرة وبتشجيع كبير من الوالد حيث كانت تعيش في أجواء فكرية مستنيرة . وحول كيفية ما تعرضت له وافقدها بصرها، قالت فاطمة السري إن البداية كانت الإصابة بالتهاب بسيط أشبه برمد الربيع ثم تطور الأمر وتعمق المرض وانتقل إلى عصب العين، وفي ظرف شهر فقدت البصر وذهبت إلى العلاج في إيران ولندن واعتبر نفسي في مرحلة علاج بعد مرور ثلاث سنوات على الإصابة، رغم عدم توصل الأطباء لتحديد أسباب المرض. وفي الحقيقة تختلف درجة تقبل الإصابة من شخص لآخر، ولكن بالإيمان والصبر والإرادة وتقبل المرض يتم تجاوزه، كما انه قبل مرضي هذا تعرضت قبل عام للإصابة بمرض السكري وكانت رجلي مهددة بالبتر، ولكن ولله الحمد فقد قاومت المرض وانتصرت عليه، وبمجرد شفائي سافرت إلى ليبيا لاستلام جائزة، وأنا لا اخجل من إصابتي بالمرض وأمارس حياتي بشكل طبيعي، وكنت في البداية أملي ما اكتب على إحدى بناتي، ثم توصلت إلى طريقة خاصة بي تمكنني من الكتابة اعتمادا على نفسي. فكما يقولون الحاجة أم الاختراع، ثم أخرجت فاطمة ورقة من حقيبتها لتعرض كيفية الكتابة على الورقة، حيث تقوم بثني الورقة بحيث تستوعب سطرا واحدا ثم تكتب عليه وبعدها تثنيها مرة ثانية وهكذا ثم يتم طباعة ما تكتبه. وتحب فاطمة الجلوس في الأماكن الهادئة، وتعتبر قلمها هو صديقها المقرب منها، وتعيش في بيتها حياة طبيعية. اذهب عادة إلى مكتبة هادئة في الإمارات مول، واكتب مقالاتي هناك، وقد خلقت جوا خاصا بي وارتاح له، فأنا أنفذ ما لدي القدرة على عمله؟، وفي القراءة استعين ببناتي حيث يقرأن لي ما أريده، وأتابع يوميا برامج البث المباشر لأتواصل مع الصحافة من خلالها. حيث استمع لقراءة الأخبار والمقالات المكتوبة، وأتواصل مع الزملاء الإعلاميين الذين يزودونني بالأخبار، كما أن بعض الإعلاميين يتصلون بي لأخذ آرائي حول العديد من الموضوعات الموجودة على الساحة، واحرص على الاتصال بالناس الايجابيين الذين يشجعوني على العمل. وعن دور الدولة وخدماتها المقدمة للمكفوفين قالت فاطمة السري، إن احد الأخوة جاءها يحمل بين يديه كتابا ألفه عن الحالات الكفيفة، وكان يتمنى تحويله وترجمته إلى لغة برايل ولكنه وجد صعوبة في ذلك، وما أتمناه وجود ترجمة للصحف اليومية وبعض المجلات إلى لغة برايل، لان هناك مجموعة كبيرة تحتاجها، وما زالت المطابع غير متشجعة على ذلك. ونتمنى أن تتبنى بعض الجهات الخاصة وترجمة هذه الأعمال، كما أقوم حاليا بالعمل على إصدار كتاباتي حيث أجد تجاوبا كيرا من القراء يشجعني على ذلك، فعلى الإنسان السعي وعدم التوقف عن العمل . ( البيان 10740 )


نشر في البيان 10740 بتاريخ 2009/11/13

المزيد من الأخبار في من كل زاوية خبر- البيان 10740

شارك هذا الخبر مع أصدقائك تويتر فيسبوك جوجل


أضف تعليقاً

تعليقات الزوار


التبراة : والجمع ( تباري ) وهي المغاصة التي يكثر في قاعها المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ . فيقال ( المركب عنده تبراه ) أي وجد مغاصة يكثر فيها اللؤلؤ في قاعها الرملي . وقيل أن مناطق ( التبراة ) تسري ليلاً من مكان إلى آخر ، وأن المحار يطوف على سطح البحر ، فيلمع وكأنه ألوف المصابيح الدقيقة المنثورة على سطح البحر ، فتلاحقه سفينة الغوص حيثما ذهب . ( معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة )

التبراة : موقع إماراتي يتناول مئات المواضيع التي تضيء شعلة حب الكتاب لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ( شخصيات وهيئات ومؤسسات ) في نشر ودعم الكتاب على مستوى العالم وبكل اللغات . كما يعرض لأكثر من ألف عنوان كتاب يتم نشره سنوياً منذ بداية الألفية الثالثة .

ملاحظة : الموقع عبارة عن قاعدة معلومات فقط  ، و لا يتوفر لديه نسخ من الكتب ، ولا يقوم بإعلانات تجارية سواء للكتاب أو المؤلف أو الناشر .

عداد الموقع

الكتب
37225
المؤلفون
20449
الناشرون
1951
الأخبار
10965

جميع الحقوق محفوظة - موقع التبراة