تحت عنوان “الأساليب الحديثة في دراسة النص الأدبي في دولة الإمارات العربية المتحدة”، نوقشت في كلية الآداب جامعة الإسكندرية رسالة الدكتوراه المقدمة من الباحثة “ناجية علي راشد الخرجي” تحت إشراف د . السعيد الورقي ود . كمال نجيب وقد حازت الباحثة الدرجة العلمية بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى .تؤكد الباحثة أن ملامح الخطاب الثقافي في دولة الإمارات أخذت في التشكل مع نشوء الدولة في العام ،1971 موضحة أن بعض الإرهاصات الإبداعية سبقت هذا التاريخ، وذلك من خلال الجمعيات والنوادي الرياضية، إضافة إلى التعليم الرسمي ووصول الكتب والجرائد من مصر والعالم العربي، فضلا عن الاتصال بالعمالة الأجنبية، لكن الطفرة الحقيقية كما تشير الباحثة كانت في نهاية السبعينات من القرن الماضي، حيث سعى الكتاب والمثقفون الإماراتيون لتكريس حضورهم في المشهد الثقافي الخليجي والعربي .وتضيف “ناجية الخرجي” في دراستها الأكاديمية أن الباحثين صنفوا الحركة الشعرية في الإمارات إلى تيارات عدة، هي الاتجاه التقليدي المحافظ على عمود الشعر، وتيار الكلاسيكية الجديدة، الذي واصل شعراؤه مهمة التطوير في القصيدة التقليدية، ثم تيار القصيدة الجديدة، ومثله شعراء قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر .وعلى مستوى القصة القصيرة تؤكد الباحثة في دراستها أن القصة استقام عودها بشكل ملحوظ في نهاية السبعينات وأوائل الثمانينات، وسجلت حضورا قويا، وضمن ما ترصده الباحثة في هذا الإطار أن أول مجموعة قصصية في الإمارات كانت لعبدالله صقر، وصدرت 1974 في دبي، إلا أن هناك قصة “الرحيل” لشيخة الناخي، وهي مؤرخة في ،1970 إضافة إلى قصة “ذكريات وأماني” لمظفر الحاج وكتبت 1971 . وبالنسبة للرواية فإن الباحثة تنوه بأن أول رواية إماراتية كتبت في دولة الإمارات هي رواية “شاهندة” لمؤلفها راشد عبدالله النعيمي وصدرت عام 1974 .ثم جاءت روايات عديدة بعد شاهندة، منها على سبيل المثال “عنق يبحث عن عقد” لعبدالله الناوري وصدرت عام 1978 و”دائما يحدث في الليل” لمحمد عبيد عباش عام ،1958 و”مزون” عام ،2000 وتذكر الباحثة أن أول مسرحية إماراتية هي “وكلاء صهيون” لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وقدمها نادي الشعب في الشارقة عام 1985 حيث شهدت الدولة منذ تأسيسها تطورا غير تقليدي في كامل مفاصل الحياة، ومنها البنية الثقافية، التي تطورت بشكل واضح وبتأثر سريع جدا، بفضل كثير من المثقفين والمبدعين ومواقعهم الطبيعية، مع مثقفي الوطن العربي في كافة حقول المعرفة والإبداع ومنها المسرح .وحول دوافع اختيارها لهذا الموضوع تشير الباحثة إلى انه إذا كانت دائرة الإبداع لا تكتمل إلا بوجود خطاب نقدي وخطاب أدبي، فإن قراءة المنجز الإبداعي في الإمارات تهدف إلى تعميق التواصل مع هذا المنجز، وإثراء المتلقي حتى يتمكن من التفاعل معه، فضلا عن إيمان الباحثة الراسخ بأن الأدب الإماراتي وصل إلى درجة من النضج ينبغي معها وضعه في إطار يليق به كأي منجز سردي آخر . وتسير الدراسة عبر منهج يقوم على خطين: الأول خط أفقي، تدرس من خلاله الباحثة الأجناس الأدبية المختلفة مع إلقاء الضوء على الظروف التاريخية التي نشأت فيها، والعوامل التي ساعدت على إثراء هذه النصوص .والثاني: خط رأسي تحاول من خلاله الغوص في أعماق هذه الأجناس الأدبية، وذلك من خلال استحضار بعض النماذج القصصية والروائية . ( الخليج
نشر في بتاريخ 2010/7/03
أضف تعليقاً