يبدو من الطبيعي أن يقوم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات بنوع من المراجعة للكثير من مفاصل عمله في محاولة لتفعيل دوره على المستوى الداخلي، الذي يشمل العلاقة بين الإدارة وبين أعضائه، ومن جهة أخرى علاقة الاتحاد مع المؤسسات الثقافية الأخرى، وهذا الأمر كان مفصل الندوة التي استضافها مركز الخليج للدراسات تحت عنوان “اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات: الواقع والطموح”، وقد برزت في الندوة التي ضمت 16مشاركا من الشعراء والقصاصين وممثلي بعض المؤسسات الثقافية في الإمارات مجموعة من الهواجس والأسئلة التي طالت جوهر عمل الاتحاد في ظل مجموعة من العوامل الخارجية قد يكون أبرزها ما عبرت عنه ظبية خميس بتحدي الهوية الثقافية وتحديد ملامحها وأسسها .رأى البعض على سبيل المثال أن هناك تقصيرا في تواصل الاتحاد مع الجمهور العادي، الذي تمثله مختلف شرائح المجتمع من طلبة وأسر وأفراد، وكانت هناك أطروحة حول إيجاد همزة وصل بين أنشطة الاتحاد والجمهور من خلال أماكن تواجده مثل الجامعات والمراكز التجارية وغيرها من الأماكن، حتى لا تكون أنشطة الاتحاد مقتصرة على الأعضاء في المراكز الثلاثة الموجودة في الشارقة وأبوظبي ورأس الخيمة، في الوقت الذي تفتقد الإمارات الأخرى مراكز للاتحاد .أتى سؤال التواصل مع الآخر مفصليا في هواجس الكتاب أنفسهم، فالمسألة لا تقتصر على التواصل مع الجمهور الافتراضي، وإنما أيضا إيجاد صيغ من التنسيق مع المؤسسات الثقافية الكبرى وفي مقدمتها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، حيث كان واضحا وجود الكثير من الأسئلة حول الشكل الذي يمكن أن تتأطر فيه علاقة الاتحاد بالوزارة، خاصة وأن البعض رأى أن تمثيل الدولة في المحافل الخارجية يحتاج إلى نوع من الحوار والتشاور بين الاتحاد والوزارة، في الوقت الذي أشارت فيه باسمة يونس مديرة الندوة ورئيسة قسم التأليف والنشر والترجمة في الوزارة أن هناك بعض الدعوات للتمثيل الخارجي تأتي من قبل المؤسسات الداعية بأسماء محددة .باتجاه آخر وجه البعض نوعاً من العتب على الاعلام الثقافي في علاقتها مع أنشطة الاتحاد وإصداراته ومفاد ذلك العتب أن الصحافة الثقافية لا تركز على مضمون الفعاليات ذاتها بقدر تركيزها على الجانب الخبري منها .أما على مستوى العلاقة الداخلية فتم التركيز على دور الجمعية العمومية في تفعيل علاقة الاتحاد مع أعضائه في ظل عزوف الكثير منهم عن متابعة أنشطته، كما كانت هناك مطالبات واضحة في استثمار وسائل الاتصال الحديثة في تفعيل خدمات الاتحاد من تقديم طلب العضوية إلكترونيا “عبر الشبكة العنكبوتية” أو نشر أنشطة الاتحاد لإتاحة الفرصة أمام الجمهور للاطلاع عليها، وغيرها من الخدمات .الجيل الجديد من المبدعين كان أيضا ضمن هواجس الأسئلة التي طرحها المجتمعون في الندوة، خاصة وأن بعضهم تمكن من تجاوز الأطر التقليدية للنشر، وتمكن من الوصول إلى القراء عبر المواقع الإلكترونية، ومنهم من يكتب باللغة الإنجليزية، وبالتالي فقد توجهت معظم الآراء حول ضرورة استقطاب هذا الجيل والتواصل معه، وإتاحة الفرصة أمامه ليأخذ دوره في عملية تفعيل الاتحاد . ( الخليج 11200 )
نشر في الخليج 11200 بتاريخ 2010/1/17
أضف تعليقاً