نظم ضمن إطار فعاليات الندوات و الحوارات الفكرية في مهرجان طيران الإمارات للآداب ندوة بعنوان “كاتبات من الوطن العربي” ترأسها سليمان الهتلان وجمعت كل من الكاتبات: السعودية بدرية البشر و الاماراتية نجوم الغانم والمصرية ايمان مرسال والعراقية سالمة صالح واللبنانية علوية صبح، تركز النقاش حول ظاهرة تزايد اعداد الكاتبات في الوطن العربي، كما تطرق الى ظاهرة الجنسوية في الادب وخيارات الكاتبة العربية وأهدافها .دعت نجوم الغانم الى تجاوز مصطلح الجنسوية الذي تردد كثيرا في الاعلام الثقافي العربي واكدت ان الكاتبات العربيات موجودات بقوة في المشهد الثقافي العربي منذ زمن بعيد، وان انتشار وسائل الاعلام الحديثة اسهم في ابرازهن، واكدت الغانم ان الكتابة كَفَنّ يجب ان يتم التعامل معه بحيادية بصرف النظر عن جنس الكاتب سواء كان رجلا او امرأة وانها معنية دائما برصد الاضافة النوعية التي تقدمها اية كتابة جديدة وان فعل الكتابة هو بالضرورة فعل ذاتي يحقق اطمئنانا وسلاما للكاتب الذي يضطلع بمشروع ثقافي مؤمن به .اما ايمان مرسال فأكدت ان الكتابة اختيار فردي مشروط بأدوات فنية وابداعية لا بد من توافرها واننا يجب ان ننأى عن النظر الى الكتابة باعتبارها موضوعا يقوم بمهمات واعباء تغيير العالم .بدورها اكدت علوية صبح ان المرأة الكاتبة هي اكثر جرأة من الرجل الذي تناط به دائما مهمات سلطوية كثيرة، وان ما يدفع المرأة الى الكتابة هو تسارع الظروف والمتغيرات المعاصرة، وان لدى المرأة دائما ما تود ان تبوح به بسبب ذاتها المقموعة في الواقع وايضا في الكتابة الذكورية، واكدت صبح “اننا لا نكتب بدافع الترف او لنجمل انفسنا” بل لان الكتابة يجب ان تقوم بمهمة تغيير الواقع، وانها حين تكتب تشعر كما لو انها اصبحت كائنا مختلفا تناط به مهمات دافعها انساني صرف .اما سالمة صالح فأكدت ان القول بزيادة عدد النساء الكاتبات الان هو امر مبالغ فيه، وان استمرار ظروف القهر الاجتماعي ما تزال كما هي واننا على الاغلب نكتب بدافع اليأس لأننا أكثر تشبثاً بالحياة .وتحدثت بدرية البشر عن الكتابة بوصفها هاجسا ذاتيا ومجتمعيا، وانها معنية بفعل التغيير ومحاربة كافة انواع المصادرة مهما كان شكلها وانها كمشتغلة بالهم الكتابي سوف تستمر في التصدي لكافة معوقات جعل المرأة طرفا خاسرا في المجتمع . ( الخليج 11255 )
نشر في الخليج 11255 بتاريخ 2010/3/13
أضف تعليقاً