اجمع نخبة من المسرحيين المحليين والعرب على ان ما تركه الراحل الكاتب الاماراتي سالم الحتاوي من ادب مسرحي تمثل في 30 نصا مسرحيا يعد من اهم منجزات الحركة المسرحية في الدولة، فيما يتعلق بالتصاق هذه الاعمال ببيئتها واصالتها، والمنتقاة مواضيعها التي تمثل المكان والانسان، واكدوا على انه من المهم ان يواصل الباحثون والنقاد على قراءة جماليات النصوص التي تركها الراحل الحتاوي. جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها مسرح دبي الشعبي بالتعاون مع مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية وعقدت في مقرها وسط حضور من المهتمين بالشأن المسرحي من محليين ومقيمين عرب، وحضرت الندوة اسرة المرحوم الحتاوي المتمثلة في بناته واولاده وشقيقاته. وكانت شقيقة الكاتب الراحل قد تحدثت خلال الندوة، مشيرة الى الخلفيات التي استقى منها الراحل الحتاوي ثقافته البيئية واستطاع توظيفها في اعماله المسرحية. وكانت الندوة التي ادارها المسرحي عمر غباش رئيس مجلس ادارة صندوق التكافل الاجتماعي للمسرحيين قد تطرقت الى موضوع الطقوسية في نصوص الراحل الحتاوي، حيث تحدث الفنان عبدالله صالح عن علاقته الفنية بالمرحوم، وكان يعد القاسم المشترك في معظم اعماله، وهو من قام كذلك ببطولة مسرحيته الاولى احلام مسعود التي شارك فيها بمهرجان ايام الشارقة المسرحية في العام 1994، وحازت على عدة جوائز، ومنها جائزة التمثيل التي حصل عليها عبدالله صالح. كما تحدثت القاصة باسمة يونس من وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، مشيرة الى الخطوة التي قامت بها الوزارة لإبراز الاعمال المسرحية للكاتب الحتاوي، حيث جمعت اعماله الكاملة في كتاب تم طرحه في الاسواق. كما تبنت طباعة دراسة نقدية بعنوان (طقوس سحرية الواقع في المسرح الاماراتي ـ سالم الحتاوي نموذجا) للكاتب المسرحي العراقي محمود ابو العباس، واشارت يونس الى ان الوزارة ماضية في الاهتمام برموز الحركة المسرحية والادبية في الدولة، وان هناك توجهات لإعادة طباعة الاعمال القديمة للكتاب الاماراتيين. وتحدث المخرج المسرحي احمد الانصاري الذي اخرج اغلب اعمال الراحل المسرحية عن مميزات نصوص الحتاوي، مشيرا الى ان الراحل كان يهتم بالتفاصيل البيئية اهتماما كبيرا، وكان شريكا فاعلا اثناء تنفيذ العمل المسرحي يتدخل في الصغيرة والكبيرة، وكان يمتلك لغة محلية ذات جرس شعري، ويهتم بالمصطلحات المحلية ولا يتساهل فيها. كان ابن بيئته وعبر عنها خير تعبير. فيما تناول الاديب والباحث عبد الفتاح صبري موقع كتابات الحتاوي في الادب الاماراتي، مشيرا الى انها تعبر عن واقعية وشفافية عالية في قراءة قضايا المجتمع وتناقضاته، كما تنم عن نقد اجتماعي واع وهذا ما يجعل من نصوص الراحل مادة غنية بالانعكاسات لظواهر اجتماعية يمكن رصدها بوضوح، وتحدث محمود ابو العباس عن كتابه الذي تناول فيه قراءة اعمال الحتاوي. وقال ان الراحل كتب 30 نصا مسرحيا، وتميزت كتاباته بالنظرة السوسيولوجية في علاقات الشخصيات بحالاتها في الواقع الاجتماعي، كما انه يعبر عن حالة كاتب يعيش حالة حلم دائمة، وكثيرا ما استندت حبكاته المسرحية على وجود الراوي. واشار ابو العباس الى ان الراحل كتب في مجالات مسرحية عدة وهو من اهم الكتاب المحليين الذين اهتموا بكتابة النص المسرحي الفصيح، وتجاوزت مواضيعه المسرحية محليتها الى قضايا شمولية. بعد ذلك تناوبت الآراء حول تجربة الراحل سالم الحتاوي من قبل جمهور الحضور، حيث تحدث العديد من زملاء واصدقاء الكاتب الراحل، واشار الاديب عبد الاله عبد القادر الى حالة الراحل الذي لاحظ عليه انه يكتب بصورة سريعة وكأنه يشعر بموعد رحيله القريب، لهذا كان مكثرا ولاهثا في الكتابة. قام علي، احد ابناء الراحل سالم الحتاوي، بالتوقيع على كتاب (المجموعة الكاملة لنصوص سالم الحتاوي) واهدائها للحضور بعد انتهاء الندوة، حيث كان لها الصدى المؤثر، خصوصا بين معارف وأصدقاء الراحل. ( البيان 10942 )
نشر في البيان 10942 بتاريخ 2010/6/03
أضف تعليقاً