أنشطة معرض الشارقة للكتاب : محاضرة تحت عنوان “الهجرة الثقافية العربية إلى فرنسا: إشكالية الكتابة الروائية بالفرنسية”، للشاعر بشير البكر المقيم في فرنسا، وقدمه فيها حكيم عنكر “المغرب” .تحدث البكر فيها عن الرؤى الفكرية التي تحكمت بالترجمة من العربية إلى الفرنسية، في إطار جملة من العلاقات المركبة التي ربطت البلدان العربية المتوسطية بفرنسا وهي الجزائر وتونس والمغرب ولبنان وسورية .وأشار البكر إلى الدور المهم الذي لعبته اللغة العربية في الحضارة الإنسانية، وكونها كانت لغة الثقافة العالمية منذ القرن الثامن ولغاية القرن الثاني عشر، وهي بتاريخها تشكل إرثاً مهماً لا يمكن التنكر له، إلا أن التحولات التاريخية، بحسب البكر، كان لها أثر كبير في تغيير طبيعة العلاقة بين اللغة العربية واللغات الأخرى، وفي طليعة تلك التغيرات تبدل موقع العرب أنفسهم في التاريخ المعاصر . وذكر البكر أن الموقف من الثقافة الفرنسية اتخد اتجاهين اثنين أثناء الاحتلال الفرنسي للبلدان العربية تميز أحدهما بالاستعلاء، والآخر بالانبهار .تطبيقياً تناول البكر مجموعة من النماذج لروائيين عرب كتبوا باللغة الفرنسية، وحاز كاتبان منهما جائزة غونكور وهي أرفع جائزة أدبية في فرنسا، وهما الطاهر بن جلون “الجزائر” وأمين معلوف “لبنان” . تناول البكر التجربة الجزائرية موضحاً أن اللجوء إلى الفرنسية لم يكن خياراً لدى الكتاب، وخاصة الرعيل الأول، وضرب البكر بالروائي مالك حداد نموذجاً عن تلك الحالة القسرية للكتابة بالفرنسية، وذكر أن الموقف المبدئي لحداد تجلى بتوقفه عن الكتابة بعد خروج الاحتلال الفرنسي من الجزائر، أما الحالة الأخرى فقد وصفها البكر بأنها حالة الكتاب الجزائريين الذين يعدون أنفسهم فرنسيين، ويطالبون أن تحاكم أعمالهم على ذلك الأساس، وأوضح البكر من خلال بعض النماذج أن روايات الكثير منهم لا تمت بصلة إلى المجتمع الفرنسي، أو إلى ثقافته . ( الخليج 11487 )
نشر في الخليج 11487 بتاريخ 2010/10/31
أضف تعليقاً