أنشطة معرض الشارقة للكتاب : جلسة نقاشية احتضنها المقهى الثقافي للمعرض وحملت عنوان : “ جماليات الحضور والتلقي في أدب الطفل” شارك بها الشاعر والقاص العراقي قاسم سعودي، وقدم للجلسة الأديبة كريمة السعدي.استهل قاسم سعودي ورقته بتسليط الضوء على تحديات الإبداع والتلقي في أدب الطفل، مشيرا إلى ضعف الثقافة الذاتية لدى منتجي هذا النوع من الأدب، وقال إن إشارات هذا الضعف تبدو واضحة في اختيار الموضوعة القصصية المحفزة لخيال الطفل ولوعيه الجمالي الطموح، وكذلك في النظرة الجاهزة أو الذهنية المغلقة التي تنظر للطفل كسبورة بيضاء قابلة للمحو ومهيأة للثيمات المكررة.وحول محور “المواهب القصصية أو الطفل المبدع” نوّه سعودي إلى أن الطرائق المتاحة لتنمية الكتابة القصصية لدى الطفل يمكن أن تتنفس وتتوهج داخل الورش العملية التي تتضمن تطبيقات سردية “الروي والكتابة” ولونية “الرسم والتشكيل” بحيث تمثل هذه العملية منطلقا أوليا لتحفيز خيال الطفل وتنمية علاقته بالأشياء والموضوعات الملموسة والخيالية المحيطة به والمتولدة في دواخله. وعن أهم مفردات تنشيط العملية الإبداعية لدى الطفل، قال سعودي: “إنها تتمثل في ضرورة الاهتمام بلغته التعبيرية وتطويرها، والإيمان بقدراته الذهنية وتكويناته المكتسبة من فضاء التفاعل الحرّ، والاطلاع على أهم التجارب الإبداعية في قصة الطفل، والتي تساهم في تنمية وإثراء ملكته الجمالية وتذوقه الأدبي وحسه الإنساني المسكون بالجديد والمثير والمدهش”. وفي نهاية الجلسة أشار المحاضر إلى ملامح الحضور النقدي في قصة الطفل، وأكد أنها ملامح غائبة ومشوشة بسبب قلة الملتقيات النقدية الخاصة بأدب الطفل، وللخروج من الباب الضيق والموارب هذا، اقترح المحاضر أن توجه بوصلة الجهود التي يبذلها المهتمون بأدب الطفل نحو ضرورات تفاعلية أكثر حراكا وأعمق وعيا، وذلك من خلال خلق مساحة أوسع لحلقات النقاش العملية التي يشارك بها الأطفال أنفسهم، فوجود أطفال يكتبون، وأطفال يناقشون، وأطفال ينقدون، يحقق ــ كما قال المحاضر ــ : “ثلاثية جمالية ستعمل بلا شك على خلق المناخ الإبداعي الكفيل بتطوير أدائهم القصصي والإنساني والمجتمعي”. ( الإتحاد 12902 )
نشر في الإتحاد 12902 بتاريخ 2010/11/01
أضف تعليقاً