افتتحت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أولى فعاليات قاعة حي قصر الحصن الثقافي في أبوظبي بالتزامن مع احتفاء الهيئة بمرور خمس سنوات على تأسيسها، بمحاضرة حول الكتاب الذي أصدرته الهيئة بالتعاون مع جامعة هارفارد تحت عنوان “الاختراع/ التحول: استراتيجيات لواحتي القطارة والجيمي” قدمها مؤلفا الكتاب الباحثان خورخيه سيلفيتي وفيليبس كوريا الأستاذان في جامعة هارفارد بأميركا.وحضر الافتتاح محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وعدد من الشخصيات الاجتماعية والباحثين والمهتمين بالتراث المادي والمعنوي.ومن جانبه استهل الأكاديمي البروفيسور خورخيه سيلفيتي محاضرته بكلمة لخص فيها البحث الذي استمر عاماً كاملاً في 2009 لسلسلة من استوديوهات التصميم في مدرسة الدراسات العليا في جامعة هارفارد، وقام به أستاذان كبيران من الجامعة هما: البروفيسور سيلفيتي نفسه والبروفيسور فيليبي كوريا يساعدهما في ذلك 25 طالباً من جنسيات عالمية مختلفة من أميركا ولبنان والإمارات والصين واليابان وروسيا”، وتمخض البحث عن كتاب حمل عنوان “الابتكار / التحول: استراتيجيات خاصة بواحتي القطارة والجيمي”.وعرض سيلفيتي عمل فريق استوديو التصميم ووجهات النظر الخاصة بالدور الذي يلعبه التصميم الحضري في إحياء الثقافة والتراث في أبوظبي.وأشار سيلفيتي إلى أن الفريق يقدم سلسلة من أساليب العمل المختلفة التي يمكن أن تشكل استراتيجيات إدارية ومكانية جديدة للواحتين والأراضي الواقعة حولهما.وقدم عرضاً للمنظومات المعمارية والحضرية والبيئية التي تضافرت لجعل تلك الواحات على ما هي عليه عبر الزمن. واستعان سيلفيتي بشاشة نصبت وسط القاعة عرض من خلالها سلايدات وأفلاماً لتوصلاته وفريقه في إطار دراسة الواحتين انثروبولوجياً ومسحياً.وقرأ الباحث نظام الري القديم في الواحتين “الأفلاج” وكيفية المحافظة على المياه، وطبيعة نمو البنية التحتية في الواحتين.وقال: “توسعت الدراسة بقراءة تاريخ وثقافة المنطقة لفهم الحركة الاجتماعية والتاريخية والاقتصادية للإنسان فيها واعتبار الواحات مصدر إلهام اجتماعي ومخزونا ثقافيا”.كما قرأ تأثير حركة العمران على الواحتين واستجابتهما لهذا التأثير.ومن جانبه قدم فيليبي كوريا أهداف المشروع وهما - بحسب قوله - سبر أعماق الواحتين واكتشاف الأرث التاريخي للعين والمخزون المعرفي والمادي لها وعلاقة كل ذلك بالتوسع العمراني الحاصل.ونوه إلى أن هيكل الاستوديو الذي اضطلع بالمهمة انقسم إلى قسمين هما: الهندسة المعمارية والتصميم العمراني وما توصل إليه الفريق من نقل البيانات المتاحة إلى تصاميم هندسية عبر الانتقال من العام إلى الخاص والانتقال من نظرة شمولية إلى أخرى تقريبية.وتحدث عن نظام الفلج وما حصل في التسعينات من تغيرات في الطرق حول وداخل الواحتين وكيف أصبح التوسع العمراني يحاصر الواحة وتأثير ذلك مستقبلاً.وأشار إلى أن البحث ابتعد عن قوانين الملكية وعائدية الأراضي لأنها - بحسب فيليبي - لا تعني الباحث بشيء باعتبار أن المهمة هي الدراسة السوسيولوجية المعمقة لعلاقة الإنسان بالواحة وكيف خلقت الواحتان مجتمعات مؤثرة، وتتلخص المهمة الأخرى بإعادة تصميم المخططات الأنثروبولوجية.وأكد فيليبي أن رحلة البحث العلمية استمرت 12 أسبوعاً بالإضافة إلى أسبوع واحد للرحلة الميدانية. ( الإتحاد 12911 )
نشر في الإتحاد 12911 بتاريخ 2010/11/10
أضف تعليقاً