شهد الملتقى 1 في معرض الشارقة للكتاب ندوة حول التجارب الروائية لثلاثة من الكتاب العرب هم: واسيني الأعرج “الجزائر”، مي منسي “لبنان”، عبدالله مكسور “سوريا” . أدارها الدكتور نصر الدين لعياضي . كانت البداية مع مي منسي، التي قالت إن تجربتها مشغولة بالحرب التي لا تبارح ذاكرتها، وتلح عليها بأن تعبر عنها . تلك الحرب التي شكلت تفاصيل الحياة اليومية للإنسان اللبناني، ووضعت حواجز وحدوداً بين أحياء المدينة الواحدة، وانتقلت الحواجز إلى أذهان البشر . صارت الكتابة بالنسبة لمي نوعاً من المقاومة لتلك الحواجز، المكانية، والنفسية، والذهنية .أما الكاتب واسيني الأعرج فانطلق من روايته البيت الأندلسي، ليطل على مفهومه للكتابة عن التاريخ؛ فهو -كما يقول -لا يكتب التاريخ في الرواية كما كان يكتبه جرجي زيدان، لغايات تعليمية، وإنما يكتبه ليسائله، وليطرح من خلاله إشكالات هوية الإنسان اليوم . ف”البيت الأندلسي” تستعيد تاريخ أسرة جزائرية من المهجرين الأندلسيين (المريسكيين)، الذين فروا من محاكم التفتيش إلى الشمال الإفريقي، وكونوا مجتمع “حي القصبة” في الجزائر العاصمة، الذي بني على الطراز الأندلسي، وعلى مر الازمان المتلاحقة أضاف العثمانيون إلى هذا البيت الأندلسي شيئاً من المعمار العثماني، ثم جاء الفرنسيون ليضيفوا ملامح من العمارة الأوربية، وأخيرا جاءت دولة الاستقلال الوطنية لتهدم الحكومات اللاحقة هذا البيت وتقيم مكانه عمارة زجاجية، كأنها بذلك تهدم هذه الهوية التي تراكمت عبر التاريخ .أما الكاتب الشاب عبدالله مكسور، فتحدث عن روايته الأخيرة “موقعة غوانتانامو”، التي يرصد من خلالها الحرب الأمريكية في العراق، بعيني شاب عربي دخل العراق ليشارك في المقاومة العراقية، وكان شاهداً على ما جرته تلك الحرب من ويلات ودمار . ( الخليج 11872 )
نشر في الخليج 11872 بتاريخ 2011/11/21
أضف تعليقاً