طرح كل من الروائي السعودي مقبول موسى العلوي والروائية الفلسطينية ليانا بدر والقاص المصري إبراهيم أصلان رؤى مختلفة حول الكتابة السردية، وماهية الجوهري والأساسي فيها انطلاقاً من التجربة الخاصة لكل منهم، وجاء ذلك في ندوة “القصة القصيرة نقش الذات” التي أقيمت في الملتقى واحد في المعرض، وأدارها الدكتور هيثم الخواجة .الروائي مقبول علي تحدث عن تجربته الروائية الأولى في عمله “فتنة جدة” وقال إنه كتبها بعد سن الأربعين، بعد أن كان الكثير من مجايليه قد نشروا بعض أعمالهم، ولكنه كان يخشى دوما الخوض في عالم الرواية، وأنه انطلق في روايته من قراءته لحادثة تاريخية قتل فيها اثنان من الدبلوماسيين الإنجليز في جدة، وقد وجد أن تلك الحادثة تحتاج إلى جوانب متخيلة أخرى حتى لا تأتي الرواية مجرد قص تاريخي جاف، وهو ما اشتغل عليه في الرواية، حيث أوجد أشخاصاً لم يكونوا موجودين في الحادثة الأصلية، وأشار مقبول إلى استخدامه تقنية تعدد الأصوات التي سهلت له العمل السردي .أما ليانة بدر فقد اعتبرت أن كتابتها محاولة لإعادة تشكيل المكان والذاكرة الفلسطينيتين، وقالت إن عيشها في القدس في بداية حياتها، ثم انتقالها إلى خارج فلسطين جعلها دائما تتعاطى مع الوجود من منطق السؤال حول الكينونة، وتحديداً كينونة الفلسطيني، ورأت إنها حاولت عبر الكتابة أن تفتش عن الذات، وهي ذات غير منفصلة عن المحيط والتاريخ العربيين .ورأى أصلان أن فن القصة القصيرة يرتبط مع جميع الفنون الأخرى، مثل المسرح والتشكيل والشعر، واعتبر أن طرح رأي القاص حول الحياة في القصة القصيرة ليس مهما، وإنما المهم هو أن تتيح القصة للقارىء أن يفكر في الحياة، وأن يتخذ موقفه منها، وليس المطلوب التفكير في الفن عموما بدلا من القارىء، فهذه الطريقة ترسخ المنظور الأبوي للحكاية، وهو منظور سلطوي وأحادي، وللكتابة بشكل عام دور كبير في تحدي هذا المنطق، وتحرير المتلقي من اللغة العامة والجاهزة . ( الخليج 11877 )
نشر في الخليج 11877 بتاريخ 2011/11/25
أضف تعليقاً