وقع محمد خلف المزروعي، مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، على أكبر كتاب للأطفال صادر عن مشروع “كلمة” تحت عنوان “في بلاد تيتو”. وهو الكتاب الذي لا يحمله الطفل بين يديه لكي يقرأه، بل هو الكتاب الذي يحمل الطفل بين دفتيه، إذ يستطيع القارئ الصغير حرفياً الجلوس داخل هذا الكتاب أثناء قراءته، في تجربة مختلفة تماماً عن المألوف في كتب الأطفال العربية. “في بلاد تيتو” الذي يبلغ طوله زهاء 94 سنتيمتراً وعرضه زهاء 35 سنتيمتراً، يقدم في شكله ومضمونه عالماً جديداً للطفل، مصطحباً إياه في رحلة من الألوان والكلمات والسحر إلى بلاد “تيتو”. ذلك الصبي الذي يدافع عن شخصيته الطفولية أمام “عالم الكبار” ممن نسوا طفولتهم وتحولت الحياة بالنسبة إليهم إلى مجموعة من القواعد والأوامر والنواهي. فتيتو لا يحب الكلام، وهذا ما يقلق أهله وكل المحيطين به، وعندما يلاحقونه بالأسئلة والتقريع يهرب إلى عالمه السري الجميل، إلى بلاده الخاصة، إلى أصدقائه السناجب والغيمات والفراشات... بلاد أكبر من أن يستوعبها الكبار. كلمات النص الشعرية الرقيقة وهي من تأليف الفرنسية كلودين غاليا هي أقرب إلى طريقة كلام الأطفال في براءتها وبساطتها، وفي سعيها إلى رسم مخيلة الطفل والأمور التي تشغل تفكيره والطريقة التي يتفاعل فيها مع العالم من حوله. وقد جاءت رسوم جويل دوينكل لا لتعكس هذه الكلمات فحسب، بل ولتحاول أن تصوّر على طريقتها هذا العالم الداخلي للطفل، وكيف يرى الكبار المحيطين به. وقد ساعد الحجم الاستثنائي للكتاب على إظهار جمال هذه الرسوم حتى جاءت كل واحدة منها بمثابة لوحة فنية في حد ذاتها. أما الترجمة فهي لضياء حيدر التي لها عدد من الترجمات الخاصة بالأطفال منها “زيبولين الصغيرة”، “ستروم”، “سلاحف بوليلنجا”، “الملكة” وغيرها. ( الإتحاد 13039 )
نشر في الإتحاد 13039  بتاريخ 2011/3/18
أضف تعليقاً