تحاول رواية (جنود الله) للروائي السوري فواز حداد، التي كانت محور نقاش نادي الكتاب العربي (اقرأ) في لقائه الشهري ، سبر الهوة بين الجلاد والضحية، من خلال النفاذ إلى العمق أو الجوهرالإنساني الذي يجمع بين البشر على اختلاف أعراقهم وثقافاتهم.أجمع الأعضاء في نقاشهم للرواية التي تدور أحداثها في العراق بعد الاحتلال الأميركي، أن تميزها يكمن في جمع تناقضات من التطرف على الصعيدين الفكري والعقائدي بين مختلف أطياف المجتمع. تميز اللقاء الخاص بهذه الرواية، بالنقاش الموضوعي والطويل لعدد من التساؤلات التي ولدتها الرواية في أذهان المشاركين: (كيف ينجح البعض في غسل أدمغة الشباب لتصبح طوع بنانه ليقودها بطواعية إلى الانتحار؟)، (كيف استطاع الروائي السوري معرفة التفاصيل الدقيقة لمجريات الأحداث كمن عاشها على أرض الواقع؟)، (هل التطرف يولد نقيضه؟).كما اتفق الجميع على تميز الرواية بأسلوبها المشوق وسردها المحكم بلغة سلسلة، حيث لم يكن بمقدورهم وضع الكتاب جانباً، لينتهوا من قراءة صفحاتها البالغ عددها 455 خلال يوم أو يومين، ونجاح الكاتب في تقديم نماذج حيوية من الشخصيات من كل الأطياف بتوازن وحيادية دون اقتحام لأفكارها وقناعاتها.إضافة إلى قدرة الكاتب على توصيل العديد من معادلات الرؤية الخاصة بالزمن المعاصر، منها انسحاب التناقض من المنظومة الفكرية إلى الفجوة بين الأجيال، وبالتالي الفراغ الداخلي الذي يسهل عملية اندفاعهم في أي تجاه يصور لهم المثل العليا، والتمسك أو التشبث بقشور العقائد على حساب الجوهر، والرفض المطلق للآخر وفقدان الحوار أو أي درجة من التواصل. ( البيان 11491 )
نشر في البيان 11491 بتاريخ 2011/12/03
أضف تعليقاً