بدأت ندوة الثقافة والعلوم في دبي فعاليات نشاطها الفكري الجديد«نادي الكتاب»، الذي تنظمه اللجنة الثقافية في الندوة بالتعاون مع مشروع «كلمة» للترجمة- التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث.وتركزت الجلسة على مناقشة كتاب«سيف فارس.. نادر شاه.. من محارب قبلي إلى فاتح مستبد» الصادر عن «كلمة»، حيث تحدث فيها الأديب الإماراتي عبد الغفار حسين، ومحمد المر نائب رئيس مجلس إدارة هيئة دبي للثقافة والفنون، والدكتور عبد الرزاق الفارس.قدم، الفارس، في مستهل محاور الجلسة، عرضا مفصلا، عن صفات القائد الفارسي نادر شاه الذي حكم إيران خلال القرن 18، موضحا أنه تنبع أهمية هذا القائد، من عدة عوامل رئيسية، منها:انه أعاد توحيد إيران ورفعها إلى مصاف الدول الإقليمية الكبرى في المنطقة والعالم،خفف من غلواء الصراع والتناحر الطائفي في البلاد، رسخ مفهوم حكم الدولة القائمة على أساس المؤسسة العسكرية. ثم تطرق الفارس إلى استيلاء نادر شاه على عمان وإمارة رأس الخيمة، بعد أن استنجد به سيف بن سلطان بن سيف اليعربي، إثر وقوع انشقاق بين العمانيين بعد وفاة أبيه. وهكذا أرسل نادر شاه قواته إلى رأس الخيمة عام 1737 فسيطرت عليها، ثم زحفت إلى عمان واحتلتها. ولاحقا استطاع الشعب، بجميع فئاته وتياراته، أن يهزمه ويجبره على الانسحاب. وتكرر الأمر في حملة نادر شاه الثانية على عمان عام 1743، إلا أن المقاومة استطاعت تحرير البلاد منه بعدها.ومن جهته، استبق الأديب عبد الغفار حسين، حواره ومناقشاته في الجلسة، بالتأكيد على أهمية هذا الكتاب. واستهل عبد الغفار حديثه عن شخصية نادر شاه، بالإشارة إلى أن هذا القائد، والذي جاء بعد تفكك إيران في أواخر العهد الصفوي، لم يكن فقط ذاك العسكري الذي وقف في وجه العثمانيين وتغلب عليهم، أو فقط من احتل أفغانستان وغزا الهند، إذ إن الأهم والأبرز- حسب عبد الغفار - هو أن هذا الشاه (الرابع أو الثالث في إيران)، وحد إيران من الداخل، وهو انه أول من زودها بالأسلحة الحديثة، وأيضا يعد مؤسس السلطة العسكرية القوية في الشرق.ولفت إلى أن من سيئات نادر شاه، انه كان عسكريا جلفا وقاسيا، ولم يول أبدا أي اهتمام للثقافة والآداب والفنون، وهذا إضافة إلى انه كان ذا طبع استبدادي مطلق. وختم عبد الغفار بالتشديد على أن نادر شاه قائد تاريخي مهم أبرز ما يحسب له انه كان علمانيا .وبدوره، شرح محمد المر، وعقب إشارته إلى قيمة هذا الكتاب، والذي يمثل سيرة نوعية بطابع تسلسل تاريخي شيق وممتع، شرح صفات شخصية نادر شاه، فبين انه، وبحكم تكوينه العسكري، لم يكن صاحب مشروع حضاري، حيث نأى عن رؤى التحديث الاقتصادي أو الفكري أو العلمي، ليحصر اهتمامه بالمؤسسة العسكرية، ما افرز عدة نتائج، في مقدمها تعسفه في فرض الضرائب والمكوس، الأمر الذي عد فعليا، البذرة التي أسست لمصير انهيار دولته. ( البيان 11188 )
نشر في البيان 11188 بتاريخ 2011/2/04
أضف تعليقاً