قال الصحافي والمترجم زكريا أحمد إن ما كتب عن المسرحي الإنجليزي شكسبير على كثرته لم يكشف كل شيء عن صاحب “هاملت” و”الملك لير” و”عطيل”، وأوضح أن جوانب كثيرة ما زالت غامضة في حياته مثل علاقته بزوجته آن هاثاوي .جاء ذلك في محاضرة ألقاها زكريا في منتدى الاثنين المسرحي في سوق العرصة في الشارقة القديمة تحت عنوان '' شكسبير . . ذلك المجهول'' بحضور أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح، وقدمّ للمحاضرة الناقد السوداني محمد سيد أحمد .استهل زكريا أحمد حديثه مُقراً بصعوبة الحديث عن جوانب مجهولة في سيرة الكاتب المسرحي الانجليزي الأشهر الذي عاش بين 1564 ،1661 وتساءل عن علاقته بالمسرح قبل انتقاله إلى لندن 1588 “فهل كان كاتباً أم ممثلاً من قبل؟” وفي هذا الإطار أيضا توقف زكريا عند علاقة شكسبير بمعاصريه روبرت جرين و كريستوفر مارلو وبن جونسون وتساءل: “هل تأثر بهم شكسبير”؟ وعن مفهوم شكسبير للإبداع أشار زكريا أنه كان يكتب نصوصه وفق مادة جاهزة كان يستقيها من مصادر تاريخية مختلفة لكنه كان يجيد حبكها درامياً ويغنيها بحسه الشعرى القوي، ومن هنا بحسب زكريا بدا شكسبير عبقرياً في مرآة النقد القديم بخاصة عند بن جونسون وجوتة وتوماس كارليل . وأضاف المحاضر أنه مع بروز التيارات النقدية الحديثة، وبدءاً من ت .س اليوت، مثّلت نصوص شكسبير مصدراً مهماً لرؤى نظرية عديدة كالمعادل الموضوعي والنسوية والتفكيكية وسواها، كما أن كتاب ''شكسبير معاصرنا'' ليان كوت قدّم قراءة مبدعة لشكسبير، وهو الكتاب الأحدث عنه إلا أن الترجمة العربية للكتاب والتي قدمها جبرا إبراهيم جبرا “جاءت من دون مقدمة” ما أفقدها الكثير . واستغرب زكريا في هذا السياق أن معظم الترجمات العربية لشكسبير جاءت مبتسرة وهي قليلة جداً لا تتجاوز عشر مسرحيات من 38 مسرحية معروفة لصاحب ماكبث . ولفت إلى أن هذه النصوص الشكسبيرية المترجمة إلى العربية لم تُقدم كاملة على خشبة المسرح في البلدان العربية، وشدد في ختام حديثه على ضرورة أن تلتفت المؤسسات المسرحية والثقافية العربية إلى شكسبير وتقدمه إلى النشء والشباب “لأنه أبدع نصوصاً مسرحية من حق الجميع أن يتعلمها ويتمثل قيمها الإنسانية العميقة” . ( الخليج 11594 )
نشر في الخليج 11594 بتاريخ 2011/2/15
أضف تعليقاً