عقد نادي القصة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في مقره بالشارقة جلسة حوارية تناول فيها رواية “نافذة العنكبوت”، وذلك بحضور مؤلفها الروائي والإعلامي العراقي الدكتور شاكر نوري. افتتح الجلسة القاص السوري إسلام أبو شكير بمداخلة عرف فيها بضيف الجلسة، ثم قدم عرضاً موجزاً لأهم أحداث الرواية، ورأى أبو شكير أن القيمة الحقيقية للرواية لا تكمن في الأحداث التي أريد للشخصيات أن تؤديها، بل في خلفية هذه الأحداث وهي الحرب. ورغم أن الحرب لم تظهر على نحو مباشر، ولم يكن ثمة تجسيد حي لها، فإنها ألقت بظلالها الكثيفة على الشخصيات جميعاً، فبدت مريضة، عاجزة، مجنونة في بعض الأحيان. أما الناقد التونسي فتحي الهمامي فطرح في مداخلته مجموعة أسئلة حول ما أسماه الجرأة اللافتة التي اتسمت بها الرواية، وقال “هل الجرأة بمفردها يمكن أن تصنع إبداعاً حقيقياً؟، وهل النص تتوافر فيه صفة التجريب، باعتبار أن فيه خروجاً ما على التقاليد المعروفة للفن الروائي؟”.. ورغم أن الهمامي بدا ميالاً إلى أن القضية الأساسية التي عالجها العمل هي الجسد لا الحرب، فإنه اعترض على الصورة السلبية للحرب كما حرصت الرواية على تجسيدها، ورأى أن الحرب كان لها الفضل في ولادة حضارات عملاقة في كثير من المجتمعات. وفي مداخلة ثالثة، عرض الناقد العراقي الدكتور صالح هويدي لمواقف في الرواية رأى أنها أخلت إلى حد ما بمنطقها، وأثارت شكوكاً حول تماسك بنائها. كما أبدى اعتراضاً حول نهايتها، حين جرى التصريح بالسبب الحقيقي لعجز البطل، وهو تعرضه في الحرب لإصابة أفقدته رجولته، ورأى في هذا التفسير العضوي لحالة العجز تحجيماً لتأثيرات الحرب وانعكاساتها على العالم الداخلي للشخصيات. واختتمت الجلسة بتعليق موجز للروائي الضيف تناول فيه ظروف كتابة النص، وما أثاره إصداره عام 2000 من ردود أفعال، خاصة أنه تناول الحرب بأسلوب حرص فيه على الابتعاد عما كان رائجاً آنذاك من كتابات لامست موضوع الحرب على نحو لا يخلو من السطحية والرغبة في خدمة قناعات معينة لها مصلحة في استمرار المحرقة. ( الإتحاد 13067 )
نشر في الإتحاد 13067 بتاريخ 2011/4/15
أضف تعليقاً