تحدث كل من الروائي المغربي الدكتور محمد الأشعري والروائية السورية ابتسام ابراهيم تريسي عن تجربتهما مع الكتابة السردية، وذلك في حوار مفتوح مع الجمهور بعنوان “تجربة وسحر الرواية العربية”، وذلك في معرض الشارقة للكتاب، أدار الحوار الناقد الدكتور صالح هويدي، الذي عرف بتجربة الضيفين، حيث ذكر أن د . الأشعري ليس روائياً وحسب، إنما هو رجل سياسة، تقلد منصب وزارة الثقافة في بلده المغرب مرتين، وفازت روايته “القوس والفراشة” بجائزة البوكر العالمية لدورة العام الجاري، كما عرف بأعمال الروائية ابتسام تريسي التي ترشحت روايتها “عين الشمس” للقائمة الطويلة للجائزة ذاتها، ونوه بارتباط أعمالها بالتاريخ .الدكتور محمد الأشعري رصد تحولات تجربته الروائية انطلاقاً من التحولات السياسية التي عرفها المغرب، وقال: أتيت إلى الكتابة من مناخ ثقافي خاص، وهو مناخ التعددية اللغوية في المغرب، حيث إن لغتي الأم هي اللغة الأمازيغية، لكنني اكتشفت العربية من خلال النص القرآني، ومن خلال الكثير من النصوص الشعرية، وبدأت النشر في في سنوات صعبة وشديدة من حيث وجود ضغوط على حرية التعبير والإبداع، وكان جيلي مهتماً بالدفاع عن الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وهو ما قاد أفراد جيلي، وأنا منهم، إلى ممارسة العمل السياسي، والنقابي، والكتابة الصحافية التي كانت مستقلة إلى حد كبير .وحول روايته “القوس والفراشة” قال د . الأشعري: لقد رصدت من خلال رجل خمسيني ذي ميول سياسية يسارية، تحولات المجتمع، حيث يرسل ابنه للدراسة في “باريس”، وتصله ذات يوم رسالة يكتشف من خلالها أن ابنه قتل في عملية شارك بها، وهي عملية يقودها متشددون، وهكذا فإن هذا الرجل يشعر بأنه فقد كل القيم التي ناضل من أجلها، ولكنه من خلال سرده للحكاية ينهض من جديد متمسكاً بقيمه الأساسية، مثل الحب، والصداقة، والبحث عن الجمال .أما ابتسام تريسي فذكرت أنها دخلت عالم الكتابة في عمر العاشرة، ثم انقطعت عنها، وعادت إليها من خلال موقف حياتي مباشر تمثل في وفاة والدها الذي كان يرغب في أن يراها كاتبة روائية، وقالت: لقد اهتمت رواياتي بتأريخ الحياة في بلدي، وجاءت روايتي “جبل السماق” لترصد تاريخ سوريا خلال عهد الاحتلال الفرنسي، وتحديداً حياة الناس البسطاء في بلدتي أريحا في مدينة إدلب، وهي البلدة التي ينتمي إليها إبراهيم هنانو أحد قواد الثورة السورية على الفرنسيين، واستكملت هذا التاريخ في الجزء الثاني من الرواية التي تناولت فيها تاريخ سوريا منذ الاستقلال حتى نكسة يونيو/حزيران عام ،1967 وتابعت هذا التاريخ في رواية “عين الشمس” التي رصدت فيها الصراع بين السلطة والإخوان المسلمين، كما رصدت في رواية “ذاكرة الرماد” الاجتياح “الإسرائيلي” للبنان عام ،1982 من خلال قصة حب بين فتاة سورية وشاب فلسطيني، وأشارت تريسي إلى أنها تكتب أيضاً القصة القصيرة، وتهتم فيها برصد عوالم المرأة على وجه الخصوص، بينما يطغى الرجل على عوالم رواياتها نتيجة لموقعه في التاريخ الوطني والسياسي . ( الخليج 11874 )
نشر في الخليج 11874 بتاريخ 2011/11/22
أضف تعليقاً