انقسم أعضاء منتدى الكتاب العربي (اقرأ) خلال نقاشهم لرواية (اسطاسية) للروائي المصري خيري شلبي مساء أول من أمس إلى فريقين، بين معجب بالعمل وبين رافض له. وشهد هذا اللقاء الذي يعقد في نهاية كل شهر بجناح وسط المدينة مقابل برج خليفة، مشاركة 15 عضواً.تناول النقاش محاور الرواية التي تحكي عن مفهوم العدالة الإنسانية في بيئة ريفية تجمع بين عدة فئات وأطياف، فهناك الشرفاء والانتهازيين، والإقطاعيين والفلاحين الذين لا حول ولا قوة لهم، والأم الثكلى بمقتل ابنها التي لا تنام عن المطالبة بالكشف عن قاتله، لتناجي ربها كل فجر من سطح دارها، وتدعو بملء صوتها على القاتل ومن يتستر عليه. والشاب حمزة المتعلم ابن الشيخ الجليل الذي غاب الحق بموته، ليتزعم أعمامه العمودية بالسلب والنهب. ووالدته المتنورة بالعلم والحكمة وابنة خاله راندا الشابة المتحررة الواعية بفكرها وإنسانيتها، وأطياف مجتمع القرية بين أقباط ومسلمين.تمحور انطباع عدد من المشاركين، حول سطحية الرواية مقارنة بأعمال شلبي السابقة على الرغم من إدراجها في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر العربية).ابتداء من ضعف الحبكة المتمثلة في افتعال الأحداث وعدم تناسقها، إلى المبالغة في الوصف والسرد الممل، وعدم قدرة الكاتب على تجاوز مخيلة القارئ وتنبئه بمجريات الأحداث، وضعف النهاية التقليدية، كذلك عدم التوافق التاريخي كجمعه بين (أنفلونزا الطيور) و(جنون البقر)، وشخصية البطل حمزه السلبية في تفاعلها مع الأحداث لتبني مواقفها من خلال حكمة الأم ثم ابنة خاله، واعتباره لمهنة التجارة في مزرعة دواجن طريقاً لفساد الروح، مقارنة بمهنة المحاماة! وعلاقة الحب غير المقنعة.وقال بعض المشاركين إنهم لم يستطيعوا متابعة قراءة الكتاب نتيجة حالة السأم التي طغت عليهم بسبب المبالغة في الوصف والسرد، على الرغم من أن عدد صفحات الرواية لم يتجاوز 252 صفحة من القطع الصغير.وسبق الانتقال إلى آراء بقية الفريق، إبداء أحد المشاركين ممن لم يقرؤوا الرواية، عن دهشته من الآراء السلبية في عمل رشح لجائزة بوكر العربية، فهذه السلبية تنفي قيمة الجائزة بمضمونها العام والأعمال المرشحة لها. فلا يمكن إلغاء تقييم خبراء لجنة التحكيم وهم من كبار النقاد في أدب الرواية.تحدث الفريق الثاني بعد ذلك عن أهمية وقيمة العمل على الصعيد الفكري والأدبي، وأشار إلى عمق الطرح وذكاء شلبي في تناول العديد من القضايا الحساسة بأسلوب غير مباشر، من التعايش السلمي بين الطوائف إلى السلوكيات السلبية من بعض الفئات الجاهلة، باعتماده على العديد من الرموز كتزامن دعوات اسطاسية مع أذان الفجر، والرمزية في الموت المتتالي لجميع الفاسدين في إشارة إلى العدالة الإلهية.وتبرير هشاشة مشاعر شخصية حمزه بصفته ابناً وحيداً، ليتشكل وعيه بمجريات أحداث قريته بعد غيابه الطويل بسبب الدراسة. كما أجمع البعض من الفريق الثاني على المبالغة في السرد والوصف وغياب عنصر التشويق وبرود النهاية. ( البيان 11517 )
نشر في البيان 11517 بتاريخ 2011/12/29
أضف تعليقاً