نظم مهرجان الشارقة القرائي ندوة بعنوان “الأطفال حين يكتبون أنفسهم”، تحدث خلالها الباحث د . حيدر وقيع الله، والكاتب إبراهيم سند، والقاص بروس كوفيل، والمسرحي توم بانكس، واستعرضوا تجاربهم وخبراتهم في تدريب الطفل على الكتابة الإبداعية .وطرحت الندوة، التي أدارتها بديعة الهاشمي، عدداً من التساؤلات حول أدب الأطفال، وقدرتهم على كتابة نص إبداعي، ودور المعلم والمربي في كتاباتهم، والمرحلة العمرية التي يمكن للطفل الكتابة فيها، ومدى اعتراف الجماهير بنتاج الأطفال، وغيرها العديد من التساؤلات، وأضاءت الهاشمي على كتابة الطفل في الإمارات .واستهل الندوة الروائي الأمريكي توم كوفيل، مستعرضا تجربته في التعامل مع الأطفال وتعليمهم الكتابة، بقوله: “عملت لسبع وعشرين عاماً مع الأطفال، وحققت نجاحاً في جوانب وأخفقت في جوانب أخرى، لكني خرجت بعدد من النصائح التي يمكن أن أقدمها لمن يقبل على التعامل مع الأطفال وتعليمهم الكتابة الإبداعية” .ولخّص كونيل تلك النصائح في عشر نقاط، مبيناً أن أول ما يجب التنبه إليه أن الطفل لا يوجد له دافع لكي يكتب أي لا يبحث عن الشهرة أو غيرها من الدوافع التي تحّفز الكتّاب، لذلك يجب أن يقبل على الكتابة بداعي المتعة، وذلك ما يجب توفيره أولاً .وقال: “أما الأمر الثاني الذي يجب توفيره للطفل فيتمثل في الممارسة، ثم الوقت، مع ضرورة إتاحة الحرية، وكذلك يجب تقديم نموذج للأطفال ليحتذوا به ويحاولوا تجاوزه”، مضيفاً ضرورة القراءة للطفل، والاستجابة لمحتوى ما كتبه وليس شكله .واختتم نصائحه، بأهمية تواجد الجمهور للاستماع للأطفال، لتشجيعهم على الكتابة، لافتاً إلى أنه بذلك تكتمل الدورة اللازمة لدفع الطفل على الإبداع والكتابة .وأوجز المسرحي والمعلم البريطاني توم بانكس، مداخلته في الإثارة إلى تجربته في تدريب الأطفال على الكتابة، مشيراً إلى أنه كان يعقد جلسات تدريبية في المدارس للأطفال دون سن الخامسة، وكان يدفعهم إلى الكتابة، عبر مناقشة شخصية العمل وتصاعد الأحداث، وتبديلها وفق رؤية الطفل نفسه، ومن ثم المناقشة حول نهاية القصة إلى أن ينتج عدداً من النماذج القصصية المختلفة باختلاف خيال الأطفال .بدوره استعرض الباحث السوداني حيدر وقيع الله، تجربته مع مراكز الأطفال في الشارقة ومشروع “أدب الطفل للطفل” مبيناً أن علاقته مع المشروع مرت بمراحل ثلاث، أولها حين كان متابعاً بعيداً للمشروع، حيث كان يرى أن الأطفال لا يمكنهم أن يكتبوا نتاجاً أدبياً يمكن عرضه على أطفال غيرهم، وان ما يتم نشره هي كتابات أنجزت بمساعدة الكبار . وأشار إلى المرحلة الثانية بدأت حين سنحت له الفرصة ليكون في لجنة تحكيم مسابقة الإبداع الأدبي في مراكز فتيات الشارقة، مبيناً أن المرحلة الثالثة جاءت حين كتبت اللجنة في رأيها لأحد المتسابقين: “نريد رؤية الطفل” .واختتمت الندوة بمداخلة الكاتب البحريني إبراهيم سند، التي تناول فيها موضوع الخيال وأهميته في الكتابة عند الطفل، حيث أكد أهمية الخيال في حياة الطفل، مشيراً لقول آينشتاين: “الخيال أكثر أهمية من المعرفة” . وقسم مراحل التخيل التي يمر بها الطفل حسب مراحله العمرية، مؤكداً أن الخيال يبدأ عند الطفل منذ الطفولة المبكرة، من 3-5 سنوات، ثم تبدأ مرحلة الخيال الحر من عمر 5-،8 وأخيراً مرحلة البطولة وتبدأ من 8 حتى 12 . ( الخليج 12398 )
نشر في الخليج 12398 بتاريخ 2013/4/29
أضف تعليقاً