عقدت ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثانية والثلاثين ندوة فكرية بعنوان " أخيراً الثقافة في قبضة رأس المال".وإعتبر المشاركون في الندوة أن عنوان الندوة مهم وذكي ويتيح لكافة المتحدثين والمشاركين حرية التعبير عن آرائهم .. مؤكدين أهمية دور رأس المال الوطني في الاستثمار الثقافي.شارك في الندوة التي عقدت ضمن ملتقى الكتاب - الكاتبة والناقدة المصرية الدكتورة أماني فؤاد والشاعر والإعلامي السوري فادي عزام والأديب والمسرحي العراقي عبدالإله عبدالقادر - وأدارها نواف يونس.وتحدثت الدكتورة أماني فؤاد عن مفهوم الثقافة بشكل عام والمثقف الحقيقي الذي لا ينضوي تحت أية سلطة.وتطرقت إلى تعريف الثقافة العام الذي يعرفه الجميع ومن ثم تعريفها الخاص بأنها صور الوعي الاجتماعي التي ينتجها المفكرون والمبدعون .. مشيرة إلى أن الثقافة في رأيها قد تكون جماهيرية أو شعبية أو نخبوية وقد تصنف بصفتها محلية أو عالمية او تابعة أوبين بين.وأوضحت أن المثقف يطرح علينا أسئلة محرجة ويجب عليه رواية الحقائق وأن المثقف انشقاقي بطبعه ورافض للسلطة وهو بالتأكيد هاوٍ لإنارة الوجوه التي يتم التعتيم عليها. وذكرت أن المثقف عادة يكون مثقفاً فردياً أو ظاهرة فردية وضربت مثالاً على ذلك مثلا بكل من علي عبد الرازق وطه حسين فهما برأيها حالتان فرديتان فقط وعليه فالثقافة ظاهرة فردية تعبر عن مثقف حقيقي باعتبار أن الحقيقة لا تنضوي تحت أية سلطة. وتحدث الشاعر والإعلامي فادي عزام عما اسماه انطباعات شخصية تجاه تعاظم رأس المال وأثره في الثقافة متطرقاً إلى الصراع بين المثقف والسلطة وقد استدل برواية المثقفون لسيمون دو بوفوار وفيها تطرح المؤلفة العديد من الأسئلة منها الدور الذي يجدر أن يتخذه المثقف من دون أن يتخلى عن استقلاليته.وأشار إلى أن // دور المثقف كشف المستور ومماحكة السلطة و أن تصادم المثقف مع السلطة يكشف عن تصادم مع سلطة دينية وعسكرية ورأسمالية ولا يدرك المثقف قيمة نفسه وثقافته بعد أن تم تفريغه من محتواه وهدم الكلمة // .. موضحا أن الصحافة العالمية تتحدث عن هجرة المثقفين العرب إلى الخليج عموماً والامارات خصوصاً وتساءل عن دور الثقافة في كسر الأنماط السابقة.من جانبه قال الكاتب والمخرج والمسرحي عبدالإله عبدالقادر أنه لا ثقافة تقوم من دون دعم مالي والمؤسسة الثقافية التي لا تملك ما يدر عليها أرباحاً لا يمكن لها ان تستمر. وأكد أن وزارات الثقافة لا تخلق شاعراً أو أديباً أو مبدعاً ..مشيرا الى أهمية توظيف الرأسمال الوطني لمصلحة الثقافة والحاجة لمثل هذه المؤسسات خاصة أن الدولة لا تقدر على التكاليف الباهظة المتعلقة بالثقافة ودعمها الامر الذي يستوجب مشاركة القطاع الخاص ولا بد أن نستفيد من الرأسمال الوطني وتوظيف المال الوطني في الثقافة. ( وام )
نشر في وام بتاريخ 2013/11/09
أضف تعليقاً