استضاف ملتقى الكتاب في أكسبو ندوة “الثقافة العربية بين التجديد والتحديث” اشترك فيها كل من الدكتورة فاطمة الصايغ والدكتور رضوان السيد وأهداف سويف، وأدارها ماجد بوشليبي الذي قال إن الثقافة اليوم تتسم بالتجدّد المستمر، وتتم إعادة تعريفها يومياً تبعاً لحركة المجتمع المتسارعة، ولكون الثقافة أصبحت عنصراً مهماً من عناصر التنمية المستديمة، فإنها تظل على محك السؤال والاختيار وجدل الماضي والمستقبل .الدكتورة فاطمة الصايغ رأت أن المجتمع العربي طالته تغيرات كثيرة منذ بدأ ما عرف بالربيع العربي الذي جاء مفاجئاً للمجتمع وللأنظمة السياسية والعالم، وتمثل في هبات اجتماعية أدخلت إلى ساحة الممارسة الاجتماعية والنقاش الفكري ممارساتٍ وأفكاراً جديدة، ترفض الذل ومهادنة الفساد، وتسعى إلى تغيير على المستوى السياسي والاجتماعي، وأدخلت هذه الثورات مفاهيم حرية النقد وحرية التعبير والممارسة السياسية، والدفاع عن المرأة، ونزعت هالة الخوف والكبت التي كانت سائدة في حياة معظم المجتمعات العربية، وبذلك أصبح المجتمع اليوم يعيش في ظل ثقافة تمور بالنقاش والجدل الساعي إلى صناعة الحرية، وأضافت الصايغ أن الثورات لم تنته بعد والجدال حولها ما زال مستمراً، وربما تخلق مجتمعاً جديداً مغايراً للمجتمع الذي كان قبلها .الدكتور رضوان السيد رأى أن هناك ثلاث أطروحات حول الثقافة على مستوى الوطن العربي، الأولى تقول إن العرب لم يدخلوا بعد إلى الحداثة، وأن كل ما نراه وما يحدث في المجتمع ليس سوى قشرة خارجية، ومظهر لا يصل إلى العمق، وذلك بحكم كون العرب متأثرين بالحداثة ومنفعلين بها، وليسوا فاعلين، والرأي الثاني يرى أن النهضة الأوروبية وما جلبته من وسائل الاتصال المتطورة، أدخلت العالم جميعاً في عصر حداثة لم يعد لأحد منه مناص، ولا يمكن لأي مجتمع اليوم أن يدعي أنه لم يدخل إلى هذه الحداثة، وأما الرأي الثالث فيقول إن الحداثة في المجتمع العربي متذبذبة، وأن هناك اضطراباً بين الانفتاح عليها والانغلاق عنها .ويبدو رضوان السيد ميّالاً إلى الرأي القائل بأن المجتمعات العربية دخلت فعلاً في عصر الحداثة منذ بداية النهضة العربية الحديثة، وأن المجتمع العربي متحرك باستمرار وليس ساكناً، ولكنه رأى أن هذا الدخول إلى الحداثة لم يصاحبه ترشيد وتوجيه يجعل العرب فاعلين في العصر وقادرين على الحفاظ هويتهم الحضارية .أما أهداف سويف فتناولت التحديث والتجديد في الثقافة العربية من زاوية التغيير الذي حصل في مصر مع ثورة 25 يوليو، فرأت أن هذه الثورة أحدث تغييرات على مستويات عدة، فهي كانت ثورة على مركزية القرار والاستبداد والزعيم الفرد، وقد انطلقت منذ الثورة مبادرات عدة تصب كلها في طريق التحديث . ( الخليج 12593 )
نشر في الخليج 12593 بتاريخ 2013/11/10
أضف تعليقاً