أنجز فريق عمل بحثي بإدارة د . حمد بن صراي، أستاذ التاريخ والآثار في جامعة الإمارات، أرشفة 6 آلاف جواز قديم لإمارة رأس الخيمة في غضون عامين، وتوثيق الحقبة الزمنية ما بين الخمسينات إلى بداية السبعينات من القرن الماضي .أكد ابن صراي أن الشيخ فيصل بن صقر القاسمي، رئيس الدائرة المالية في رأس الخيمة، تولى دعم دراسة توثيق الجوازات، وأسهم بها طالبات جامعة الإمارات من تخصصات مختلفة ومعظمهن من قسم التاريخ .وأوضح أن الدراسة توضح دور الجوازات في تطور الجانب الإداري في حكومة رأس الخيمة في الفترة ما بين 1955 إلى ،1973 والدور الذي لعبته بريطانيا في دعم إصدار الجوازات، كوثائق رسمية للتأكد من هوية حامليها، مشيراً إلى أن بريطانيا كانت تتابع المسافرين في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، على طول ساحل الخليج العربي، عن طريق قائمة يطلق عليها “المنوفيست”، وهي قائمة باسم النواخذة مع أسماء البحارة على متن كل سفينة، تقدم للمشرفين البريطانيين، للتأكد من هوية المسافرين، وكانت كل قائمة تضم نحو 20 شخصاً يتم مناداتهم بالاسم على ظهر السفينة للتأكد من وجودهم .وقال: بعد ذلك أصدرت حكومة رأس الخيمة ما بين 1947 إلى 1955 وثيقة أطلق عليها “ورقة السفر” الشخصية للمسافر، عليها توقيع الحاكم، وصلاحياتها سفرة واحدة، ذهاباً وإياباً، تبعتها الجوازات الرسمية ما بين 1953 إلى ،1955 وتعددت ألوانها ما بين الأحمر والأخضر، وأصدرت حكومة رأس الخيمة وثائق سفر باللون الأزرق الفاتح خاصة للفلسطينيين، عملاً بقرار الشيخ صقر بن محمد القاسمي، رحمه الله، حاكم رأس الخيمة السابق بنهاية الستينات تعاطفاً مع الشعب الفلسطيني بعد النكبة .وأضاف ابن صراي أن الدراسة شملت 6000 جواز، وأن فريق العمل شكل من 10 طالبات من جامعة الإمارات إضافة إلى الباحث أحمد سعيد الزعابي، كما تعاون في الدراسة أكثر من 100 طالبة من جامعة الإمارات في تفريغ المقابلات، موضحاً أن الدراسة بدأت بعد توثيق الجوازات التي وفرها لنا مركز الدراسات والوثائق التابع للديوان الأميري في رأس الخيمة .وعمل فريق العمل على استخلاص معلومات 6 آلاف جواز، أصدرت ما بين 1955 إلى ،1973 وإجراء مقابلات ميدانية مع الأحياء من أصحابها واتضح أن 60% منهم من المتوفين، إلا أن فريق العمل حصر 75 شخصية، من ضمنهم 5 من النساء من مختلف مناطق رأس الخيمة من الحيل إلى الجزيرة الحمراء إلى الجير، والتقى بهم واستخلص معلومات اضافية عن تلك المرحلة التي أصدر فيها الجواز .وتلخصت الأسئلة التي وثقت بالصوت والصورة، عن سبب إصدار الجواز، والأماكن التي استخدمت في السفر إليها، وما صاحبها من حكايات وقصص تختصر معالم واجواء طبيعة السفر في تلك الفترة، وفرغت الطالبات تلك المقابلات التي دارت باللهجة المحلية التي تختلف من منطقة إلى أخرى وتعرفن إلى مصطلحات ومناطق جديده بالنسبة لهن .وأكد أن أعمار الذين أجريت معهم المقابلات الشخصية تتفاوت فيما بين 60 عاماً و100 عام، والدراسة توثق للتاريخ الشفوي الذي تدربن عليه الطالبات بواقعية، واستفدن منه وأصبحن كوادر علمية مؤهلة لتوثيق أي تاريخ شفوي . إذ تمت مراجعة كل مقابلة 3 مرات . وسندرج أسماء كل من شارك في الدراسة في الكتاب الذي سيصدر قريباً عن المشروع . ( الخليج 12409 )
نشر في الخليج 12409 بتاريخ 2013/5/10
أضف تعليقاً