استضافت قاعة المقهى الثقافي في إكسبو الشارقة محاضرتين الأولى بعنوان “الهوية في الأدب الإماراتي” وحاضرت فيها الكاتبة والناقدة رحاب الكيلاني وأدارها الإعلامي أسامة مرة .بدأت الكيلاني بالإشارة إلى تعدد أوجه السرد القصصي في التجربة الأدبية الإماراتية التي انطلقت بالتركيز على البعد الاجتماعي وعلاقة الفرد بما يدور حوله من تغيرات اجتماعية واقتصادية على نحو متسارع، حيث برزت الكثير من الكتابات التي تستفيد من هذه التأثيرات وتنقلها إلى فضاء الكتابة الإبداعية .قدمت الكيلاني في محاضرتها الكثير من النماذج السردية التي انتهجت خطاً واضحاً بهدف الحفاظ على الهوية الإماراتية، وكان البعد الدلالي في هذه الكتابات يلتزم الجانب التراثي إلى حد بعيد وكأنه يرفض التجديد، في موازاة حفاظه على القيم الأصيلة وتمسكه بمنظومة العادات والتقاليد المتوارثة .من النماذج المدروسة التي قدمتها الكيلاني “أجراس” لزينب الياسي و”مزون” للدكتور محمد عبيد غباش و”الخواجا أنطوان” لفاطمة عبدالله .أعقب المحاضرة نقاش مستفيض يعبر عن ثراء الأمسية وقدرتها على تقديم موضوع حيوي لايزال محل نقاش في التجربة السردية القصصية والروائية في الإمارات .أما المحاضرة الثانية فجاءت بعنوان (قضايا في الأدب والإبداع)، وحاضر فيها الناقد الدكتور صالح هويدي وأدارها الإعلامي والمسرحي عصام القاسم .تناول د . هويدي في ورقته مسألة طغيان الرواية على الإبداع الأدبي في السنوات العشر الأخيرة، التي شهدت تحولاً في مسيرة عدد من المبدعين فتحولوا بسرعة من القصة وربما الشعر إلى الرواية، واعترف د .هويدي بسطوة وسحر الرواية كفن إبداعي، وتفوقها على القصة القصيرة في الاستحواذ على لب قارئها فيتذكرها لسنوات طويلة، خاصة أن الرواية تتميز بثراء الشخصيات كما تتميز بثراء عنصري المكان والزمان، وهذا يعزز من رسوخ الرواية كما يجعلها منافساً شرساً، خصوصاً أنها باتت محل اهتمام ثقافي رسمي في المستويين العربي والعالمي فتعقد لها المؤتمرات والندوات كما تحظى بالجوائز .وأكد د . هويدي أن الرواية جنس أدبي يستفيد من فنون عدة كالمسرح والسينما والفن التشكيلي والموسيقا، وأن هذا لا يعني من وجهة نظره أنها أفضل من فن القصة أو القصة القصيرة جداً، فلكل فن سحره كما أنه لا يمكن القول إن الرواية أصعب من القصة أو العكس .وتوقف د . هويدي عند ظاهرة انتشار الرواية بين الجيل الجديد معتبراً أنها ظاهرة لافتة لكونها تنطوي على كثير من التعجل الذي أصاب بنية هذه الأعمال التي تحتاج إلى تدقيق على مستوى اللغة والسرد، مثل هذا التحول وحرق المراحل على هذا النحو المتعجل هو خطأ كبير بحسب د . هويدي، فالرواية فن صعب يحتاج إلى تفرغ وانشغال كبيرين، بمثل ما يحتاج إلى ثقافة عالية وهي العمل الذي يجعلك تعرف العالم كما لم تعرفه من قبل، وتجعلك تتخيل شخصيات كأنك عايشتها . ( الخليج 12596 )
نشر في الخليج 12596 بتاريخ 2013/11/13
أضف تعليقاً