شهد ملتقى الخليج العربي في المعرض حواراً فكرياً حول واقع النقد الأدبي في الإمارات مع الدكتورة أمينة ذيبان والدكتور معن الطائي .قدم الطائي في مستهل الحوار ورقة بحثية حول واقع النقد في الخليج العربي ركز فيها على إشكالية النقد والثقافة في الخليج العربي، مشيراً إلى أن المتداول والشائع فيها لا يعدو كونه مجاملات ومواربات تساق على شكل إخوانيات وانطباعات خالية من أي حس نقدي أو معرفي، كما لا تعتمد على بعد منهجي أو علمي، لذلك فهي بعيدة عن أي نقد بناء أو موضوعي، موضحاً أن الحركة الإبداعية في الخليج موجودة على صعيد النص المكتوب .غاصت الدكتورة أمينة ذيبان في عمق الواقع الثقافي المحلي محاولة بناء أحكام نقدية أو توصيفية للحالة الثقافية الإماراتية بهدف وضع تصور واضح عن أسباب غياب النقد في الإمارات، وتشخيص الواقع من زاوية نقدية .وتطرقت إلى مشكلة النقد المحلي المخترق بمفاهيم غربية نابعة من الخارج، وذلك بسبب اعتماد النقاد العرب عموماً على المنهج الغربي في النقد، موضحة أن الرواية المحلية يقرأها ناقد متمكن في النقد لكنه مع ذلك مغرق في الغربة عن الأصول المحلية، فالدراسة النقدية للأدب العربي دراسة انفصام وانفصال وليست دراسة اتصال . ومما لا شك فيه أن انطلاق الناقد من مرجعية أجنبية يسبب شرخاً بين النص والنقد . ولفتت إلى أن منهج النقد الأوربي طاغ بشدة على النقد العربي، فالأصل ليس بتمكن الناقد إنما بمنهاجه . وذكرت ذيبان أن الكتاب في الإمارات دون مستوى النص النقدي، حيث إن الحدث في الكتابة لديهم غير أصيل، كما أن ثقافة المكان أيضاً غائبة عن الكاتب، مثل تضاريس دول الخليج وتاريخه وحتى بعض الحوادث، مثل حوادث الغرق في الخليج، والهجرات، وغيرها، فشفافية المكان تكاد تكون مفقودة، حيث إن الكاتب لدينا يغيب عنه المكان الحقيقي ليقدم مكاناً باهتاً مثل “كافيه ستاربكس” أو “مول” . . . إلخ .وقالت إن حالة النقد الخليجي عموماً تحول إلى حالة من الاسترخاء تبعاً لطبيعة الحياة ذاتها، مؤكدة أن النقد الأصيل في النهاية بحاجة إلى الكاتب الأصيل لكي يتمكن من ممارسة النقد تبعاً لأصالة النص . ( الخليج 12396 )
نشر في الخليج 12396 بتاريخ 2013/4/27
أضف تعليقاً