نظمت ندوة الثقافة والعلوم جلسة لمناقشة كتاب الاعلامي والاذاعي والمسرحي الإماراتي الكفيف محمد الغفلي الذي أصدرته دار "كتاب" تحت عنوان «للحياة مذاق آخر» . شارك في الندوة الى جانب الكاتب كل من الاعلامي شاكر نوري والاعلامي الكفيف محمد عبد الله، وأدار الندوة بلال البدور، نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم بحضور الكاتب عبد الغفار حسين وحشد من المثقفين والإعلاميين.استهل الندوة بلال البدور بتقديم الكاتب حيث أشاد بمبادرة اخراج هذا الكتاب الى النور، كما أشاد بالسيرة الذاتية التي غطت جميع مراحل حياة المؤلف، مركزاً على أن الاعاقة لم تمنعه من مواصلة درب الابداع الأدبي والفني ، ثم ألقى مؤلف السيرة الذاتية محمد الغفلي في مستهل حديثه قصيدة بعنوان "صحيح دربي" التي جاء فيها : صحيح دربي ما تشوفه عيوني/ لكن مثلي مثل غيري من الناس. بالعزم والإصرار كلشي يهوني/ خلو جليد الصعب ذايب مع الياس. النقص في الإنسان مهما يكوني/ الله خلقنا كل واحد بمقياس.مؤلف الكتاب محمد الغفلي تحدث عن أهم المحطات التي مر بها، وهي مرحلة الطفولة واكتشاف العالم، وخوضه لعالم الاعلام والكتابة بكل أنواعها، وشغفه بالمسرح، وأهم محطات حياته، وقصة زواجه.كما تحدث عن توظيف ذوي الاعاقة، وما يستلزمها من ثقافة وتوعية، وخاصة ما يتعلق بمؤسسة "تمكين" وإشراك المكفوفين في سوق العمل. وأشار إلى أنه استطاع رغم إعاقته أن يحصل على جائزة برنامج دبي لموظفي الأداء الحكومي المميز من فئة الجندي المجهول حيث تم التكريم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وأبدى امتنانه وتقديره لهذه الشخصية الأبوية المرموقة. كما افتخر بتسلم شهادته الجامعية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي،عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.ثم تحدث الكاتب والاعلامي محمد عبد الله، مشيداً بالسيرة التي ألفها محمد الغفلي ولكنه انتقدها كونها تميزت بالتكرار في بعض فصولها، وتساءل هل هي للتأكيد أم جاءت خطأ. لكنه اعتبر هذه السيرة فاتحة طريق لأعمال مقبلة، وهي رحلة حياتية تستحق القراءة. ثم تحدث محرر الكتاب الزميل شاكر نوري عن تجربته مع محمد الغفلي، حيث أكد أنه اراد من هذا الكتاب أن يكون كتاباً واقعياً ينقل بأمانة وصدق المراحل التي عاشها المؤلف بكل شفافية وواقعية حيث حرص على أن يحمل الكتاب بصمة صاحبه ويعبّر بصدق عن أعماقه، وهو ما تحقق في الكتاب. وأوجز ذلك بقوله كما دونه في مقدمته للكتاب "إننا نترافق مع محمد في جميع الطرقات، لكنه الوحيد المتكيف مع النور والظلمة والقادر على سرد حياته بكل عفوية وصدق".أما ناشر الكتاب، الناشر جمال الشحي، فتحدث عن حماسته في نشر هذا الكتاب وكتب أخرى لعدد من المكفوفين بالتعاون مع هيئة تنمية المجتمع، مؤكداً أن الكتاب الذي طبع منه ألفي نسخة، نفدت طبعته الأولى، ويزمع في إعادة نشره في طبعة ثانية قريباً. وطرح الجمهور أسئلة عديدة تتعلق بكيفية كتابة سيرة ذاتية مكبرة مما أجاب المؤلف بأنه اراد أن يوثق لمحطات حياته ويكون نموذجاً يحتذي به الآخرون، ومن أجل التأكيد على أن التاريخ يعج بالنماذج المضيئة التي تقف شاهداً على أن الاعاقة البصرية لم تكن عقبة تعترض طريق من يملك الارادة والعزم لتطوير قدراته الكامنة، وتسخيرها بالأسلوب الذي يتعايش مع إعاقته بل ويتغلب عليها. ( البيان 12402 )
نشر في البيان 12402 بتاريخ 2013/5/03
أضف تعليقاً