استضاف منتدى الأحد الثقافي في معهد الشارقة للفنون المسرحية، الناقدة الأكاديمية الإماراتية زينب الياسي في ندوة بعنوان “الأدب الإماراتي آفاق ورؤى”، وتناولت الياسي خلال الندوة التي أدارها القاص محسن سليمان، عدداً من الظواهر الأدبية في الإنتاج الإبداعي الإماراتي مقدمة بذلك نظرة بانورامية على حركة تطور الأجناس الأدبية .استعرضت الياسي نماذجاً من تجارب الكتّاب الإماراتيين في حقول الشعر، والرواية، والقصة، منتهية إلى أن الأدب الإماراتي حقق معادلة الإبداع المحكم ووصل إلى مستوى متقدم من حيث البناء والإحكام .وأكدت في استعراضها لحركة القصيدة الإماراتية أن الشعر كان أول ما اعتنى به المبدع الإماراتي، وقالت: “إن الشعر برز على رأس قائمة الإبداع بصفته أقدم أنواع التعبير الأدبي سواء الشعر الشعبي الذي أظهر لنا العديد من الشعراء، أو الشعر المكتوب بالفصحى” .وأشارت الياسي إلى أن التنوع الجغرافي وتمازج سكان الصحراء مع كل من سكان البحر، والجبل، والمناطق الزراعية، أسهم في تعدد الأغراض الشعرية التي خلقت اتجاهات فكرية جديدة في المنطقة، لافتة إلى أن أهم شعراء بدايات نشأة الدولة هم مانع سعيد العتيبة، وأحمد أمين مدني، وهاشم الموسوي، وحبيب الصايغ، وغيرهم .وصنفت الياسي الرواية الإماراتية إلى مسارين، الأول كانت مضامين الرواية فيه تتحرك في أفق الذاتية والتعبير الرومانسي عن قضايا شخصية، ومنها على سبيل المثال: “طروس إلى مولاي السلطان” لسارة الجروان، و”عيناك يا حمدة” لآمنة المنصوري، و”رائحة الزنجبيل” لصالحة غابش، وغيرها . وحول القصة الإماراتية أكدت أن القصة كانت الجنس الأدبي الأثير بالنسبة للمبدع الإماراتي، الذي خاض غمارها ومارس التجريب الفني والأسلوبي من خلالها معبراً عن مختلف أفكاره ورؤاه، مبينة أن حمولة القصة المضمونية والشكلية الغنية منحت المبدع الإماراتي فرصة التعبير عن الزمان والمكان والأفكار التي تشغل حيز التفكير لديه .ونبهت إلى أن نتاج القصة الإماراتية جاء في معظمه لكاتبات، مشيرة إلى أن ذلك يتماثل بصورة أو بأخرى مع حال بقية الأجناس الإبداعية . وأشارت إلى أن القصة القصيرة الإماراتية بلغت في أفقها المضموني والتشكيلي حيزاً متنامياً ومتطوراً، مؤكدة أنه يمكن القول إن القصة وصلت إلى مستوى الحراك والتحول العام في الأدب العربي والعالمي، وذلك للكم الكبير الذي أنتجه المبدع الإماراتي .واختتمت الياسي دراستها قبل أن تترك المجال لمداخلات الحاضرين، بقولها: “إن الأدب الإماراتي بأنواعه: الشعر، والرواية، والقصة القصيرة قد حقق معادلة الإبداع المحكم في العديد من نصوصه، ووصل في أفق اشتغاله إلى مستوى متقدم من حيث البناء والإحكام” . ( الخليج 12448 )
نشر في الخليج 12448 بتاريخ 2013/6/18
أضف تعليقاً