أشارت الباحثة بديعة الهاشمي إلى أن الكتابة القصصية للطفل لم تكن منتشرة في الإمارات في السابق إلا أن الكتّاب الإماراتيين بدأوا يدركون ما لهذا اللون من الأدب من دور حاسم في ترسيخ الهوية الثقافية للمجتمع لدى أبنائه، وجعلهم قادرين على مواجهة التحديات الحضارية بوعي، وأدى هذا إلى انتشار القصص المشبعة بعناصر الثقافة المحلية . جاء ذلك خلال محاضرة ألقتها بديعة الهاشمي بعنوان “الهوية الثقافية في قصص الأطفال في دولة الإمارات” في منتدى الأحد الثقافي الذي ينظمه قسم الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة بمعهد الشارقة للفنون المسرحية . قدم للمحاضرة الشاعر رعد أمان بالحديث عن الخصوصية النفسية والذهنية للطفل، التي تقتضي من الكاتب أن يكون محترفاً قادراً على التقاط العناصر الفنية التي تجذب جمهور الأطفال وتغريهم بالقراءة، وتساءل أمان عن الطريقة التي يمكن من خلالها أن نرسخ الخصوصية الثقافية للمجتمع لدى الطفل من دون أن نغلق أمامه الباب للانفتاح على الآخرين، وأشار إلى أن الهاشمي تحمل ماجستير في الأدب والنقد وباحثة في مجال قصص الأطفال، ولها مقالات ودراسات منشورة .الهاشمي استهلت حديثها بالإشارة إلى أن المجتمعات الحديثة أصبحت تعي أن الطفل هو المستقبل، لذلك ركزت أنظمتها الثقافية على إعطاء مساحة واسعة لبرامج التربية الموجهة للطفل، وقد اكتشف الباحثون ما للأدب، وخاصة القصص من تأثير مباشر في الطفل، فهي تستولي على عقله ووجدانه وتسحره بعوالمها الجميلة والغريبة .وقالت الهاشمي: “إن الكتابة للطفل في الإمارات لم تظهر إلا منذ سنوات قليلة، وما زالت تعاني ندرة المتخصصين المحترفين الذين يصرفون أنفسهم لها بشكل كامل، فالتجارب التي ظهرت في هذا المجال متقطعة، ولا يزال الميدان بحاجة إلى جهود لترسيخه وإتاحة القصص الإماراتية للقراء” .وعرفت الهاشمي بمفهوم الهوية الثقافية، معتبرة أنها مجموع العناصر اللغوية والأدبية والفنية والدينية، والتقاليد الاجتماعية التي يشترك فيها أبناء مجتمع واحد، وتشكل سمة خاصة لهم، وشرحت الهاشمي كيف أن الكتّاب الإماراتيين عكسوا في قصصهم عناصر الهوية الثقافية الوطنية في كل أبعادها التاريخية والفنية والدينية والاجتماعية والسياسية، واستشهدت في هذا مجال بالقيم الدينية في قصة “طريقتي الخاصة” للكاتبة ميثاء الخياط التي تحكي قصة طفلة كانت تراقب تصرفات أخواتها الأكبر منها وتتمنى أن تكون مثلهن، إلى أن جاء اليوم الذي حان فيه أن تلبس الحجاب، فسعدت بذلك وأصرّت على أن تضعه بطريقتها الخاصة، وعلّقت الهاشمي على هذه القصة بأنها موجهة لترسيخ الحجاب، والقيم الدينية المرتبطة به كالصلاة والحياء وغيرها، واستشهدت الهاشمي أيضاً بقصة “في الاتحاد قوة” للكاتبة عبير بلان التي روت فيها عبر حكاية مستفيضة كيف تكونت دولة الاتحاد وترسخت، وكذلك قصة “بابا زايد” لصالحة غابش التي قدمت نموذجاً للشجاعة والحنكة السياسية والكرم المرتبط بتقاليد المجتمع الإماراتي، انطلاقاً من حكاية بطلها المغفور له، بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أما تقاليد المجتمع وعاداته الاجتماعية فقد عكستها قصة “غاية والحنيش” و”دجاجة ميثانة” لعبدالعزيز المسلم . ( الخليج 12462 )
نشر في الخليج 12462 بتاريخ 2013/7/02
أضف تعليقاً