على مدى نصف ساعة قدّمت فرقة جمعية دبي للفنون الشعبية رقصة العيالة، حيث اصطف الراقصون في صفّين متراصين طوليا بدءا من مقدمة المسرح وحتى العمق وتوسطتهما فرقة من قارعي الطبول والطيران ثم انهال الغناء من أحد الصفوف ليتم إعادة قوله وترديده من الصف المقابل، في الوقت الذي كان فيه راقص من كبار السن يتجول بعصاه بين الصفين كما لو أنه يضبط للكلام إيقاعا في حين تنوعت أعمار الرجال في الصفين ما بين الشباب ومراحل أخرى أكثر تقدما.بهذا العرض من رقصة العيالة بدأت محاضرة في دبي بعنوان “قراءة في كتاب الكثرة والحجلة في العيالة الإماراتية” للباحث الدكتور سعيد الحداد الصادر العام 2006 عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وقدمها الإعلامي والكاتب الصحفي الفلسطيني خالد البشير والتي نظمها مركز ديرة الثقافي بالتعاون مع جمعية دبي للفنون الشعبية، على خشبة مسرح دبي الشعبي وبحضور المؤلف وأعضاء الجمعية والمسرح.وبدأت المحاضرة بكلمة للمخرج والمؤلف المسرحي عمر غباش تحدث فيها عن دور التراث الشعبي في تشكيل هوية أي شعب من الشعوب مؤكدا أن اهتمام المركز والجمعية ينصب على التركيز على إبراز التراث الشعبي الإماراتي بما يؤكد العمق العربي للهوية الوطنية الإماراتية.وفي مستهل محاضرته اعتبر الإعلامي خالد البشير العيالة فناً عربياً أصيلاً و”الأكثر تعبيراً عن حياة البادية العربية بكل ما تحمله من ماض مشرف وفروسية وبطولات ويأتي تأكيدا على أهمية التراث الفني الشعبي ودوره في التأريخ لحياة الناس في هذه البادية بما يحمله من مضامين فنية وثقافية واجتماعية وحتى سياسية باعتباره الفن الناقل وبكل مصداقية لحركة التاريخ بكل انتصاراته وإحباطاته”.أيضا تطرق البشير إلى ميزة أخرى للكثرة في العيالة تجعلها متميزة عن سواها من أنواع الرقص الشعبي في الإمارات والخليج، حيث ينقل عن المؤلف بأن هذه الكثرة تمنح العيالة ميزة “الكمال والجمال”، حيث يعلق البشير على ذلك بالقول “الكثرة في العيالة لم ترث الانبهار أو الإبهار من فراغ، إنما ورثته من منطلق الثوابت العسكرية التي انطلقت منها وورثتها”.غير أن البشير أخذ على الدكتور سعيد الحداد من مثل عدم تعرضه لمكونات أخرى في فن العيالة من بينها القصائد أو الأناشيد المرافقة للرقص باعتبارها “أحد أهم المكوّنات التي تحدد حركة الجموع وما يرافقها من إيقاعات” وكذلك ما يُعرف بـ “النعاشات” ومشاركة المرأة البدوية وأهمية هذه المشاركة التي لم تأت عبثا”.تاليا تحدث الدكتور سعيد الحداد عن الكتاب الذي بدأ عبارة عن تأملات خاصة في فن العيالة مع بداية التسعينات ثم تطوره حتى أصبح كتابا في الكثرة والحجلة في العيالة كاشفا النقاب عن أنه ما تزال هناك أبحاث أخرى في الحقل نفسه أنجزها ولم ينشرها في كتاب حتى الآن. ( الإتحاد 13882 )
نشر في الإتحاد 13882 بتاريخ 2013/7/08
أضف تعليقاً