أثار سؤال طرحه الأديب والباحث عبدالغفار حسين رئيس جمعية حقوق الإنسان في الإمارات، عن تميز "شخصيات من آل عويس" في الجمع بين الثقافة والتجارة، أبعاداً اجتماعية في ندوة عقدت بمجلس العويس، أول من أمس، في دبي. وأوضح عبد الغفار أن هناك حباً متوارثاً بين أبناء العويس لمفهوم الثقافة في التعبير عن رؤيتهم الفكرية، وحنكتهم التجارية، مما عزز حضور الفكر والفلسفة في الرواية القصصية والنتاج الشعري والنثري لديهم.وقال عبد الغفار إنه أمضى 60 عاماً من المعرفة القريبة والمحاكاة اليومية مع أسرة العويس، آمن خلالها بتصدرهم للكتابة الشعرية بالفصحى، واهتمامهم بالبعد المؤسسي لدعم الثقافة، والتواصل المعرفي على المستوى المحلي، مروراً بمنطقة الخليج ووصولاً إلى الدول العربية في مصر والشام.ندوة مجلس العويس قدّم لها المستشار إبراهيم بوملحه وجاءت تلبية لرغبة أسرة العويس في إحياء (مجلس العويس الثقافي)، الذي شكّل نقلة نوعية للحراك الثقافي في الإمارات. والتي حضرها مجموعة من المثقفين والباحثين، إلى جانب علي بن حميد العويس، الداعم لفكرة إحياء المجلس الثقافي.سالم بن علي العويس، وعلي بن عبدالله العويس، وسلطان بن علي العويس وأحمد بن علي العويس، أبرز الشخصيات التي تناولتها الندوة نظراً لمكانتها المرموقة في مجتمع الإمارات، أشار إليها عبد الغفار حسين بأن البحث التاريخي في تفاصيل التناغم والتفاعل المجتمعي بين الشخصيات ومنتجهم الأدبي، يدعونا للتوقف أمام أطروحاتهم الفكرية، موضحاً أن شاعر اللغة العربية الفصحى الأول في الإمارات هو سالم بن علي العويس.قائلاً: "لم أعرف شاعراً نظم الشعر بالفصحى قبل سالم بن علي العويس في الإمارات"، مبيناً أنه بالرغم من ملاحظات ضعف النص على مستوى التراكيب اللغوية، والتي اعترف بها سالم بن علي العويس في العديد من القصائد، إلا أنه نتاج واقع المجتمع ومعطياته في ذلك الوقت، مضيفاً إن الشاعر سالم العويس تربع على عرش القصيدة العامية آنذاك بأناقتها وتألقها، ومستوى ألفاظها. ويعتبر سالم بن علي العويس من أوائل الشعراء الذين طالبوا بأهمية توحيد الإمارات المتصالحة، وكان متابعاً للحراك العربي في المنطقة.الحديث عن البعد التجاري والتأثير الاقتصادي لأسرة العويس، جاء عبر نموذج مشروع إنشاء بنك دبي الوطني، الذي ساهم في كسر احتكار البنك البريطاني في عام 1962، حيث ساهم علي بن عبدالله العويس في خروج المشروع إلى النور مع مجموعة من التجار، وأوضح عبد الغفار أن علي بن عبدالله العويس شغل قبل ذلك منصب رئيس مجلس البلدية، ورئيس مجلس التجار، لافتاً إلى أن علي العويس من مواليد منطقة الحيرة في الشارقة.جاء بعدها ليستقر في دبي، مؤمناً أن حرية التجارة فيها ستنقلها إلى تنام مذهل. وأكد الباحث عبدالغفار حسين أن الراحل سلطان بن علي العويس، مثل القاعدة المؤسسية لرعاية الثقافة ودعمها، عبر إنشاء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، والتي تبنت جائزتها الصبغة المحايدة في اختيار المكرمين من المثقفين والمفكرين. ولفت عبد الغفار أن سلطان بن علي العويس كثيراً ما قدم الثقافة على التجارة، معتبراً أن رحيله في عام 2000 يعتبر أكبر خسارة للثقافة العربية ككل.أوضح الباحث عبدالغفار حسين، رئيس جمعية حقوق الإنسان في الإمارات، أن أحمد بن علي العويس يمثل أول قاص في الإمارات، بحسب الوثائق التي تعتمدها مجلة "الرسالة" الصادرة من مصر، في بداية الخمسينات من القرن الماضي، مطالباً أسرة العويس بأهمية جمع ما كتبه أحمد بن علي العويس، ليكون مرجعاً ورافداً للمثقفين العرب. ( البيان 12195 )
نشر في البيان 12195 بتاريخ 2013/11/07
أضف تعليقاً