اشتملت فعاليات المقهى الثقافي في معرض الشارقة للكتاب على جلستين، الأولى بعنوان "التقنيات المعاصرة والطفل" حاضر فيها الدكتور هيثم الخواجة وأدارتها الشاعرة كريمة السعدي .تناول د . الخواجة في محاضرته الآثار السلبية للمخترعات الحديثة على الطفل، وحمل الأسرة جانباً كبيراً من المسؤولية في إدمان الأطفال على هذه المخترعات منها التلفزيون، الذي سبب جمود التفكير، والسمنة، وحرمان الطفل من اللعب الضروري له من حيث الصحة والنمو الجسدي وتنشيط الذهن .واستشهد د . الخواجة بكثير من علماء النفس والمختصين، مؤكداً أن التلفزيون لم يشوه تفكير وثقافة الطفل فقط، بل تجاوزه إلى التأثير الجسدي والسلوكي، وأسهم في تراجع التعلم لدى الطفل، كما دلل بفوائد اللعب للطفل، وطرح أسئلة كثيرة عما إذا كان التلفزيون والتقنيات المعاصرة تتحمل جريرة تراجع التحصيل العلمي عند الأطفال مما أدى إلى ضعف إتقانهم للغة العربية، وتفاقم سلوكياتهم العدوانية، والانغلاق وضعف الصداقات وغيرها؟وحمل جزءاً من المسؤولية لإهمال الأسرة والمجتمع للطفل، ودفع باتجاه البحث عن البدائل لدمجه في المجتمع، ودفع الوالدين على وجه الخصوص لتبني وسائل علمية وإنسانية وعقلانية توجه سلوك الطفل، وحث على ضرورة عدم استخدام الأساليب السلبية، كالعقاب والإفراط في التدليل، إلا بعد تجربة جميع الوسائل الإيجابية، فتفاعل الكبار مع الصغار عبر وسائل أخرى مثل التشجيع والتحفيز يؤدي إلى نتائج إيجابية .أما الجلسة الثانية فكانت بعنوان "الإبداع الإماراتي بين النكوص والازدهار" وحاضر فيها القاص والناقد إسلام بوشكير، وقدمته فيها القاصة عائشة عبدالله .بدأ بوشكير محاضرته بالإشارة إلى أن الأدب الإماراتي يشهد اليوم تطوراً ملحوظاً على صعيد المنشور الإبداعي، معتبراً أن مصطلح النكوص لا يبدو متفقاً، وهذا الازدهار الذي شهدته الساحة في السنوات القليلة الماضية أهلها لتجاوز المحلية نحو الفضاء العربي .وانطلق بوشكير في تحليل وجهة نظره من التنوع الثقافي والديموغرافي في الإمارات، مما أثر إيجاباً في المناخ الإبداعي المحلي، الذي بات ينفتح على الثقافات في آسيا وإفريقيا وأوروبا، كما بات مؤثراً بقوة في النتاجات الأدبية التي لا يمكن حصرها، ولا تزال حتى اليوم تقدم أمثلة وأسماء جديدة تؤشر على فضاء مزدهر لا يمكن التشكيك فيه .ودلل بوشكير على ذلك بالكثير من المؤشرات التي تدعم وجهة نظره، ومنها زيادة عدد المنشور في الساحة المحلية، وبروز أسماء إبداعية كثيرة معروفة على المستوى العربي، ووجود مؤسسات وبنى ثقافية إماراتية راسخة كاتحاد كتاب وأدباء الإمارات ودائرة الثقافة والإعلام ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وغيرها من المؤسسات الثقافية في دبي وأبوظبي، وأيضاً وجود تظاهرات ثقافية كبرى على غرار معرض الشارقة للكتاب الذي غدا قبلة المثقفين والناشرين ومكاناً يعقد فيه اللقاءات الثقافية والأدبية والفكرية . ( الخليج 12598 )
نشر في الخليج 12598 بتاريخ 2013/11/15
أضف تعليقاً