الحكواتي يروي قصصاً للأطفال على أنغام الموسيقى والأغاني الفلكلورية : من خلال تجربة استثنائية رائدة للفنان الأردني أحمد خليل مع «الحكواتية» الفلسطينية «دينيس أسعد»، واللذين شكلا ثنائياً فنياً متميزاً ساهم في الترويج لأدب الطفل ودعم ثقافته، عن طريق السرد القصصي المشوّق على أنغام الموسيقى والأغاني الفلكورية، ليستعيدا معاً شخص «الحكواتي» المعروف في التراث العربي ولكن بشكل أكثر تطوراً، وإمتاعاً، وغناً، يروي فصولاً عربية منغّمة من حكايات الأطفال الشعبية التي تنتصر للهوية والانتماء والتراث.وقد جاءت هذه الفعالية اللافتة ضمن برامج معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 32 لعام 2013 لتقدم لفئة الأطفال على وجه الخصوص فقرات ثقافية دسمة، تجمع عناصر المتعة مع الفائدة، وتوازن ما بين الترفيه والتعليم الموجه، سعياً وراء الارتقاء بالنشء وتّطويراً لإمكاناته وقدراته في العديد من الحقول والمجالات الأدبية والمعرفية. وتشير لهند لينيد، رئيس قسم الفعاليات والأنشطة في المعرض، قائلة: «نحن نولي اهتماماً كبيراً لكل ما يُعنى بأدب الطفل ويدعم ثقافته ويستكشف مواهبه، هذا العام استعنا بفقرة فنية ريادية، أعادت إحياء الدور التراثي والشعبي لما يعرف بسرد «الحكواتي»، لنقدم للصغار صورة مطورة، ومشهداً آخر من هذا النمط الفني، وبمصاحبة الموسيقى والأغاني الفلكلورية المعبرة عن جوهر كل قصة على حدة». وفي هذا الإطار فقد حظيت فقرة «الحكواتي» في نسختها المطورة باستقطاب كبير، ونجحت بامتياز في استقطاب جمهور غفير من زائري المعرض من الصغار والكبار على حد سواء، لما تميزت به من أداء عالٍ وأسلوب شائق لناحية، السرد، الحركة، والنغم.وتنوه بطلة العرض «دينيس الأسعد» إلى أهمية ما تقدمه من فن نوعي، وتقول: «في عالم متغير أصبح يعتمد كلياً على التقنيات الحديثة والألعاب الإلكترونية، تقهقر دور الكتاب الورقي والحكاية التقليدية التي تربينا عليها، ولو رجعنا للتاريخ والتراث العربي القديم، سنجد أن (الحكواتي) كان يقوم بدور إعلامي وتثقيفي كبير في الحارة الشعبية، راوياً قصصاً عن البطولات والمآثر التي قد يختلط فيها الخيال مع الواقع، ولكنها تشتمل في الوقت ذاته على كم كبير من الوعظ والحكم والتوجيه المعنوي والاجتماعي، مصاغ ضمن قالب مشوق وممتع من السرد التفاعلي مع جمهور المتلقين، ومن هذا المنطلق فقد استعدنا بدورنا شخصية (الحكواتي) بصورته الحديثة، لنستقطب من خلاله اهتمام الطفل العربي نحو عالم الأدب والقصص والحكايات، ونشده نحو استكشاف الكتاب الورقي وتعلم الاستمتاع بالقراءة والمطالعة». ( الإتحاد 14011 )
نشر في الإتحاد 14011 بتاريخ 2013/11/16
أضف تعليقاً