بمناسبة مرور 400 سنة على انطلاق مطبعة جامعة ليدن الهولندية : في قصر الإمارات بأبوظبي يحتفى بالكتاب العربي الإسلامي عبر عرض عشرين لوحة مصورة بالحجم الكبير، تقدم لمحات تاريخية موجزة عن أهم كنوز المعرفة والتراث في الحضارة العربية والإسلامية، من جميع النواحي الدينية والعلمية، حيث لم تقتصر اللوحات على الكلمة وحدها وحملت من فنون الزخرفة أشكالاً ونماذج متنوعة، تضفي على أناقة الخط لمسات من الجمال الفني والروحي.المعرض الذي يستمر حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري يقام بالتعاون بين قصر الإمارات والسفارة الهولندية بالدولة، وجاء تحت عنوان “فن الكتاب الإسلامي من مجموعة ليدن.. إحياء سحر الشرق”. وتحت هذا العنوان إشارة توضيحية جاء فيها: “تحتفل جامعة ليدن في المملكة الهولندية هذا العام بمرور أربعمائة عام على دراسة اللغات والثقافات الشرقية، “فن الخط والقرآن”.والتاريخ العربي الحديث لا يمكن أن ينسى أن مطبعة جامعة ليدن الهولندية كانت رائدة في نشر مئات من كتب التراث العربي، ولهذه المطبعة يعود الفضل الكبير في نفض الغبار عن كثير من المخطوطات وإخراجها إلى النور.ويقدم المعرض، لوحات تظهر آيات من القرآن الكريم، إضافة إلى لوحات أخرى تظهر بيت الله الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة ومساجد من المغرب وإندونيسيا، ولوحات تشير إلى بعض العلماء في الطب والجغرافيا وعلم الفلك. اللوحات متنوعة وفيها مواضيع متعددة وتمتاز خطوطها وزخرفتها بما تحمل من نور المعرفة وعبق التاريخ في فنون الكتابة والتشكيل والعمارة.وضم المعرض ثلاثة أعمال كأنها جزء من دليل طبي لأبي القاسم الزهراوي وهو الطبيب العربي المشهور الذي عاش في القرن العاشر في قرطبة المورسكية، تظهر الخطوط والرسومات والزخرفة حول الطب وعلم جراحة الأسنان. وتوجد ثلاث لوحات من كتاب “دلائل الخيرات” للجزولي، الصوفي المغربي، واحدة منها تعود إلى ما قبل 1844م، وتظهر على صفحة منها صورة مسجد ومنبر الرسول (ص) وعلى الصفحة الثانية أضرحة الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر، وفي الوسط مصباح ذهبي اللون معلق من الأعلى، وفي لوحة أخرى من كتاب الجزولي تظهر صورة الحرم المكي الشريف تتوسطه الكعبة، وعلى اليسار مسجد النبي (ص) في المدينة، وقد وضع الرسام عمقا لتظهر اللوحة ثلاثية الأبعاد برسمه المنمنمتين من منظور فوقي، كما وضع الحرمين داخل المحيط الطبيعي للمدينتين، حيث تمتد في الخلفية سلاسل جبلية وتظهر خلف المسجد النبوي بساتين النخيل. ونتابع مع اللوحة الثالثة لكتاب “دلائل الخيرات”، وعلى الأرجح من كشمير القرن الثامن عشر، ركز الرسام على تصوير الحرمين والكعبة بإسقاط مسطح كما يظهر من اتجاه الكعبة في المركز والمنبر والمنارات في الأركان، ومنمنمات ومصابيح تحيط بالصحنين. ( الإتحاد 14041 )
نشر في الإتحاد 14041 بتاريخ 2013/12/16
أضف تعليقاً