أعلنت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة جمعية الناشرين الإماراتيين أن دور النشر المحلية تشهد نمواً سريعاً مع تأسيس العديد من شركات النشر المحلية مؤخراً، وأن إجمالي قيمة سوق قطاع النشر في الإمارات حالياً يقدر بنحو 260 مليون دولار .وأوضحت أن ذلك يأتي وفقاً لنتائج دراسة بحثية أجرتها الجمعية بالتعاون مع مؤسسة “روديجر ويشنبارت للمحتوى والاستشارات” المتخصصة في أبحاث صناعة النشر حول العالم وبرعاية معرض الشارقة الدولي للكتاب .جاء ذلك بمناسبة الندوة الدولية التي نظمتها جمعية الناشرين الإماراتيين حول “نشر الكتاب في الإمارات” والتي استعرضت تاريخ وواقع صناعة النشر في الإمارات، وتم تنظيمها بالتعاون مع معهد العالم العربي في العاصمة الفرنسية باريس مؤخرًا .وتهدف الندوة الى تقديم لمحة عامة حول صناعة النشر وتطورها في الإمارات، وتعريف أوساط النشر الدولية بجمعية الناشرين الإماراتيين مع التركيز على تقديم نتائج الدراسة البحثية .وأشارت الدراسة التي تم استعراضها خلال الندوة هيمنة واردات الكتب الإنجليزية على هذا القطاع في وقت تشهد فيه دور النشر المحلية نمواً سريعا مع تأسيس العديد من شركات النشر المحلية .وأوضحت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي ان الدراسة أجريت بهدف مساعدة جمعية الناشرين الإماراتيين على سعيها نحو تحسين صناعة النشر في الإمارات من خلال توفير المعلومات الكافية والدعم للمساعدة على التوجه الصحيح للناشرين الإماراتيين وتحسين الشروط والقوانين المتعلقة بصناعة النشر .وأكدت أن الندوة شكلت جزءا من الاستراتيجية الشاملة التي تنتهجها جمعية الناشرين الإماراتيين في تمثيل العاملين في قطاع النشر في الدولة في المحافل والمعارض والندوات الإقليمية والدولية الخاصة بالنشر والترويج للنتاج الفكري الإماراتي في كل أنحاء العالم . وأظهرت الدراسة أن بعض أنواع الكتب الصادرة من قبيل الكتب التعليمية باللغة العربية وكتب المعلومات العملية والكتب التراثية وكتب الأطفال تشهد نمواً ملحوظاً ورواجاً كبيراً في المنطقة .وبينت الدراسة ان دولة الإمارات باتت تتبوأ مكانة ريادية في ما يتعلق بالتشريعات، حيث يجري تطبيق الاتفاقيات المتعلقة بحقوق النشر، وتمتلك الدولة قاعدة غنية جدا من القراء المثقفين في حين اسهم ارتفاع واردات الإمارات من الكتب الصادرة باللغة الإنجليزية والموقع الاستراتيجي البارز الذي تتمتع به الدولة ووفرة وسائط الإقليمي في تعزيز موقف الإمارات لتصبح مركزا للمؤسسات العالمية الرائدة في مجال صناعة النشر والتوزيع في منطقة الشرق الأوسط برمتها، وأن تتحول إلى بوابة للقارة الأوروبية والعالم العربي وجنوب آسيا .وتظهر المؤشرات الاقتصادية على أرض الواقع أن قطاع النشر ينمو في بيئة صحية ومزدهرة، حيث تتم تجارة الكتب وتوزيعها من قبل العديد من الشركات القائمة سواء على مستوى الشركات في ما بينها أو بين الشركات والمستهلك . كما ان حركة هذه التجارة تبدو متكاملة في ظل منظومة إنتاج وتوزيع واستهلاك متنوعة تضم المنابر المهنية والثقافية التي تتمثل في معرضين دوليين بارزين للكتاب في إمارتي الشارقة وأبوظبي وجوائز محلية ودولية للكتابة باللغة العربية ومنح للترجمة من وإلى اللغة العربية .وأكدت الدراسة أنه مع توسع الإمارات مؤخرا في إقامة بنى تحتية مهنية ووجود معارض كتب تنافسية ومنظمة تجارية مهنية تروج أعمال الناشرين في الإمارات وبروزها جميعا في شبكات التجارة العالمية وإعداد خطط طموحة وواقعية ووجود مناطق حرة تشجع على إقامة مراكز إقليمية لمجموعات النشر الدولية الرائدة، فإن الأسس باتت راسخة للمضي قدما نحو تحقيق الهدف الاستراتيجي في تحويل الإمارات العربية المتحدة إلى سوق صاعدة ومنصة رئيسية لتبادل الكتب حول العالم ومركز للتعلم والمعرفة . ( وام )
نشر في وام بتاريخ 2012/9/23
أضف تعليقاً