احتضن ملتقى الأدب في معرض الشارقة للكتاب ندوة بعنوان “الرواية العربية في أفق التغيير”تحدث فيه كل من الروائي الفلسطيني إبراهيم زعرور والروائية الكويتية ليلى العثمان والروائية المغربية ليلى أبوزيد، وأدار الندوة الناقد السوري عزت عمر، الذي استعرض في البداية تاريخ الرواية غربيا وعربيا وبين أنها ارتبطت عبر تاريخها الطويل بالتغيير، وكانت أداة فاعلة من أدواته، وتساءل عن الدور الذي يمكن أن تلعبه الرواية العربية اليوم في ظل موجات التغيير التي تجتاح الوطن العربي .إبراهيم زعرور قال إن الحياة المضطربة والمتقلبة التي عاشها في قريته في فلسطين من الاستعمار البريطاني إلى النكبة والتهجير أثرت في حياته، ودفعته إلى كتابة الرواية، لأن الرواية هي في الصميم رصد لتبدلات الحياة وتأثيراتها في الإنسان، تسعى لإشباع الفضول المعرفي الذي يعيشه، وزيادة إدراكه بالحياة وتزويده بوسائل التغيير، ففعل القص كان دائما فعلا للتغيير .أما الكاتبة ليلى أبوزيد فقد استعرضت تاريخ الرواية المغربية وما أسمته بمحطات الجدل فيها، فذكرت أن أول رواية مغربية “الماضي البسيط”لإدريس الشريبي صدرت عام 1954 باللغة الفرنسية، إبان الاستعمار وتلقفتها الصحافة الفرنسية باهتمام باعتبارها ثمرة التنوير الغربي في الدول العربية، وحملت الرواية ثورة على المجتمع العربي وتقاليده، وبسببها اعتبر الشريبي منحازا للغرب وللمستعمر، ووجهت إليه الإدانة من طرف الحركة الوطنية المغربية، أما أول رواية باللغة العربية فهي “دفنا الماضي”لعبد الكريم غلاب، ولأن غلاب كان ينتمي إلى الطبقة البرجوازية المغربية فقد اتهم من طرف اليسار بتزييف الحقائق ومحاولة تقديم طبقته على أنها أسهمت في النضال الوطني، في الوقت الذي كانت فيه متواطئة مع المستعمر . ليلى العثمان ركزت في مداخلتها على رواية السيرة الذاتية، واعتبرت أن الكتابة الروائية مهما ادعى أصحابها الابتعاد عن الذات، فإنها لا يمكن أن تخلو من جوانب من سيرة كاتبها، فلا بد أن يتسرب إليها شيء من حياته الخاصة، وما عاشه في مجتمعه، واعتبرت أن ما تكتبه هي نفسها هو ليس سوى سيرة ذاتية محسنة بإضافات الخيال ومقتضيات الكتابة الفنية . ( الخليج 12226 )
نشر في الخليج 12226 بتاريخ 2012/11/09
أضف تعليقاً