نشرت مجلة “بوخارست ميتروبوليتان لايبراري” الرومانية في عددها الأخير دراسة نقدية لمسرحية “عودة هولاكو” لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة التي ترجمت إلى اللغة الرومانية، وقدمت على خشبة المسرح في العاصمة الرومانية بوخارست خلال سبتمبر 2011 .وقدمت الناقدة مارسيلا جانيا الأستاذ المساعد في جامعة آرتيفكس في بوخارست في المقال الذي نشرته في المجلة لمحة عن حياة صاحب السمو حاكم الشارقة وتحصيله العلمي وشخصيته التي تتميز بالانفتاح والاعتدال وإنجازاته الأدبية التي ترجمت إلى لغات عدة وعن إمارة الشارقة التي وصفتها بأنها أحد المراكز الرئيسية للتجارة والسياحة والأعمال في منطقة الخليج العربي .ولفتت إلى تناول مسرحية “عودة هولاكو” لموضوع تاريخي يتمثل في سقوط الدولة العباسية مشيرة إلى ما أكده سموه في مقدمة المسرحية بأنه أدرك بعد قراءته لتاريخ الأمة الإسلامية أن “ما جرى للدولة العباسية قبل سقوطها مشابها لما يجري الآن على الساحة العربية، وكأن التاريخ يعيد نفسه فكتب هذه المسرحية من منظور تاريخي لواقع مؤلم . وقالت إن أسماء الشخصيات والأماكن والأحداث في هذه المسرحية كلها حقيقية . وإن كل عبارة في هذا النص تدل دلالة واضحة على ما يجري للأمة العربية” .ورأت جانيا أن سموه يستخدم سقوط بغداد خلال عام 1258 على يد جيوش هولاكو حفيد جنكيز خان للفت الانتباه إلى المخاطر الحالية المحدقة بالثقافة العربية التي تواجه الغزو الثقافي وغيره من العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر في القيم العربية الأصيلة، وأنه بذلك يطلق صرخة تحذير ويوجه دعوة لحماية القيم والمبادئ الأصيلة .وترى الكاتبة أن أحداث المسرحية تبين كيف يمكن للضعف أن يستشري بسهولة وسط الأناس العاديين عندما لا يتوافر أمامهم النموذج الإيجابي كما تركز على ضرورة الحيطة والحذر من الشر وعلى فكرة استمرارية الحياة التي تجسدت بوجود أبناء المستعصم وابن العلقمي .وقالت إن قصة المسرحية يمكن أن تكون واقعية على المستوى الفردي والجماعي وحتى على مستوى الدول ويمكن أن يكون الخليفة المستعصم رمزا لأي شخص ويمكن أن يؤدي الافتقار إلى الحكمة إلى تدمير حياة الفرد أو الجماعة أو الدولة . وإلى جانب دورها في الترويج للقيم والأخلاق والقيم الثقافية الإسلامية تعمل المسرحية على الترويج للقيم الثقافية والإنسانية التي تصلح لأي مجتمع معاصر .وقالت الكاتبة في ختام مقالها إنه “بدل النفاق في انتقاد مقاومة التغيير في المجتمعات الإسلامية على الغرب الاعتراف بأن التغيير أحدث تأثيرات غير مستحبة في مجتمعاته وهي تأثيرات استطاعت المجتمعات الإسلامية تجنبها بسبب حرصها على المحافظة على القيم التقليدية وهذا بالتأكيد أفضل من أجل تعزيز العلاقة بين الجسد والروح وبين الفرد والمجتمع” . ( الخليج 11939 )
نشر في الخليج 11939 بتاريخ 2012/1/26
أضف تعليقاً