ثلاثة مواطنين شباب، من ذوي الاحتياجات الخاصة، اختاروا طريقاً ، غير طريق الانطواء على النفس والعزلة عن الآخرين، فساروا في طريق الانتصار على إعاقتهم من خلال الإبداع والعمل، وهم: محمد الغفلي وزينب عبدالحميد علي كليب وعيسى سعيد ناصر الخروصي. إن الفكرة المثيرة عند هؤلاء الشباب تتمثل في أنهم يريدون كتابة قصصهم، ويروون تفاصيل كفاحهم من أجل التغلب على الإعاقة، وأكثر من ذلك، تشجيع الآخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة على الخروج من أزمتهم، من خلال الابداع والعمل.يعود الفضل في إظهار مشروع الابداعي الخاص بكتابة قصص ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى مؤسسة تنمية المجتمع في دبي، وجهود واستعداد دار نشر إماراتية، وهي: دار "كتّاب"، التي تعهد صاحبها، جمال الشحي، بنشر قصص ثلاثة من ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال الاستعانة ببعض المحترفين من الكتّاب الذين يقومون بتجسيد هذه القصص، وتسجيلها في قالب قصصي وروائي. ويقول جمال الشحي في هذا الخصوص: "إن نشر قصص ذوي الاحتياجات الخاصة، له أهمية خاصة في مجال النشر في الدار لدينا، ذلك لأنها تخرج عن المألوف وتسجل لحظات مؤثرة في حياة هؤلاء الأشخاص.ولنا تجربة في هذا الميدان، فقد نشرنا كتاب "قصة كفاح ونجاح" للكاتب الإماراتي، حسين آل رحمة، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة. وقد حقق الكتاب نجاحاً كبيراً. ووجدنا أن القراء يريدون إشباع رغبتهم بالتعرف على القصص الاستثنائية لهؤلاء الذين شقوا طريق المصاعب، واستطاعوا أن يكونوا على قدم المساواة مع الأسوياء من البشر.وأما تجربة نشر قصص محمد الغفلي وزينب عبدالحميد علي كليب، وعيسى سعيد ناصر الخروصي. فهي استثنائية، وتستحق أن تُروى وتُنقل إلى الآخرين. وأعتقد أنه يجب الاهتمام بهذه الفئة من المجتمع، وعدم إهمالها أبداً، لذلك فإننا لا نقوم فقط بنشر هذه القصص بل الترويج لها وإجراء تواقيع الكتب. وأيضا إشراكها في المعارض المحلية والعربية. وما كان لنا أن نحقق ذلك دون دعم هيئة تنمية المجتمع في دبي، المموّل الرئيس لنشر هذه الكتب. وهي مبادرة رائدة في إشراك مؤسسات المجتمع المدني في النشر، وهي الأولى من نوعها في الإمارات. وقد وقعنا عقداً مع هذه المؤسسة، ونأمل أن تصدر هذه الكتب في العام الجاري".ومن جهتها، قالت آمنة العبيدلي، مديرة الرعاية المجتمعية في "هيئة تنمية المجتمع": "إن التوجه الجديد الذي نقوم به حالياً، هو البحث عن القدرات الابداعية لدى الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. ونحن ننفذ ذلك، ضمن خطة مدروسة في برنامج (الكيت)، وهو اسم أطلقته هيئة تنمية المجتمع على هذا البرنامج، مستوحى من اسم قارب النجاة الصغير الذي يرافق السفن، وهو تمكين أصحاب الإعاقة من الاندماج في المجتمع، كجزء من خطة التوعية المجتمعية بقدرات الأشخاص، ونشر قصصهم الناجحة في التغلب على إعاقتهم وتحدي الأسرة أو النظام التعليمي أو المجتمع.إن قصص هؤلاء الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، لافتة، وهي تدل على قوة شخصيتهم، وهؤلاء من أمثال محمد الغفلي الذي له نشاطات في الاعلام وكتابة الشعر والتمثيل في المسرح. وزينب كليب التي تتمتع بموهبة فنية فطرية في الرسم على الرغم من أنها لم تدرس في كلية أو مدرسة فنية، وموهبتها فطرية. أما عيسى الخروصي، فهو شخص تحدى الإعاقة، وأسس عائلة من خلال زواجه، ويتمتع بموهبة في التدقيق والانضباط، على الرغم من إعاقته". ( البيان 11631 )
نشر في البيان 11631 بتاريخ 2012/4/22
أضف تعليقاً