دأب الفلسطينيون على تأليف كتب حول البلدات والمدن والقرى التي هجرتهم منها العصابات الصهيونية قسراً عام 1948، وقد برعوا في توصيف جغرافية وديموغرافية تلك المناطق بطريقة لم تغفل حتى أدق التفاصيل، وآخر فصول هذا الجهد الذي لا يخلو من حنين شهدته مكتبة "كينو كونيا" بمول دبي حيث قام الكاتب الفلسطيني أحمد سليم عودة بتوقيع كتاب "قرى فلسطينية دمرتها إسرائيل عام 1948: قرية الزيب كما عرفتها" الصادر عن دار "نلسن" وتتصدره صورة بالأبيض والأسود للقرية المطلة على البحر الأبيض المتوسط.يتناول كتاب "قرية الزيب كما عرفتها" حكاية قرية فلسطينية دمرتها العصابات الصهيونية في 14 مايو 1948، وشردت أهلها من بين نحو 450 قرية فلسطينية أخرى ليس بهدف تهجير سكانها الفلاحين من أراضيهم وإفراغها منهم تجسيدا لمقولة "فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" فحسب.ولكن بهدف تدمير ملاح ومفردات الحياة الريفية الفلسطينية أيضا، كما يقول مؤلف الكتاب. فلم يعد هناك قرية ولا عاد هناك مجتمع سكاني واحد لأهلها المشتتين في أنحاء المعمورة. ما يعني أنه لا ذاكرة جماعية لهذه القرية الفلسطينية سوى تلك التي يحملها أولئك الذين لا يزالون على قيد الحياة ممن هجروا منها عام 1948، وهؤلاء عددهم ضئيل بينما يتناقص هذا العدد عاما بعد آخر، على حد تعبير المؤلف."قرية الزيب كما عرفتها" يقع في 222 صفحة موزعة على ستة فصول ومقدمة وخاتمة ويخلو من أي صورة ما عدا صورة الغلاف وصورة المؤلف وخارطة لفلسطين التاريخية مرصعة بعلم فلسطين، فضلا عن الشريط الساحلي المتوسطي التي تقع عليه الزيب نفسها، وهو يضع بين يدي القارئ صورة تشهد على عصر كانت حقول القرية خضراء. ( البيان 11673 )
نشر في البيان 11673 بتاريخ 2012/6/03
أضف تعليقاً