تمكن جمهور الأمسية الأولى التي تقام ضمن برنامج العام الجديد لدار الآداب بمقره في منطقة البستكية التاريخية، من التعرف على ملامح التركيبة الداخلية لبيئة مجتمع مومبي الذي يعتبر بمثابة نموذج مصغر من تركيبة الهند، عبرالحوار الذي دار بين الروائية الهندية ميني ناير وسانجي فيرما القنصل الهندي في دبي حول روايتها الأولى "الراكب الرابع" التي حققت نجاحاً كبيراً لدى صدورها في نهاية العام الماضي. وسبق الحوار تقديم إيزابيل أبو الهول، مديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب نبذة عن الكاتبة. قالت ناير إنها حاولت من خلال أبطال روايتها، النساء الأربع من قاع مجتمع مومبي، أن توثق مرحلة مهمة في تاريخ الهند، والتي يحاول الجميع في الهند نسيانها بإغفالهم لذكرها والمرتبطة بأحداث عام 1992 والتطرف الديني. وأشارت إلى أن توثيق التاريخ في الذاكرة يحول دون تكراره مرة ثانية.ومن خلال الأسئلة التي طرحها فارما على الروائية حول شخصيات وأحداث الرواية، تمكن الجمهور من الإلمام بمعالم العمل البارزة التي تحكي عن بعض التجارب العملية الحياتية الناجحة التي جسدتها من خلال نسائها الأربع غير السعيدات بزواجهن والمتواضعات بقدراتهن، حيث يتفقن على إقامة مشروع صغير لمطعم والذي بتعاونهن يحقق نجاحاً وتوسعاً ملموساً لم يتوقعنه. وطرحت ناير في هذا الجانب بعض الأمثلة الواقعية عن مبادرات خاصة لتعاونيات ساهمت في إعالة واستقرار الكثير من المزارعين في الهند.وتحدثت كل من ناير وفارما عن خصوصية تركيبة مومبي، التي وصفتها ناير بالمدينة اللطيفة لسكان الشوارع، الذين آوتهم طرقها حتى وصلوا إلى القمة وحققوا نجاحاً اسطوريا مثل العديد من الممثلين في السينما كشاه رخ خان، حيث كانت المدينة تحتضنهم دون أذيتهم. انتقلت بعد ذلك إلى الحديث عن تجربتها خلال كتابة الرواية والصعوبات التي واجهتها من حالة الشك بقدراتها على انجاز العمل، إلى الصعوبة الأكبر التي تمثلت في نشر الكتاب.حيث رفضت معظم دور النشر في الهند نشره، إن لم تقم ببعض التعديلات الخاصة بالصراع الديني، لكنها نجحت في الوصول إلى ناشر في الغرب تبنى عملها وتحمس له، واختتمت الأمسية بحفل توقيع لكتابها. قالت ناير إن عنوان روايتها مستمد من نسيح الحياة الاجتماعية في الهند، حيث يجلس في مقعد القطار الذي يتسع لثلاثة ركاب راكب رابع، كذلك الأمر في عربة الدرجة الأولى الخاصة بالسيدات، ويرجع السبب لتعاطفهن مع بعضهن. ( البيان 11548 )
نشر في البيان 11548 بتاريخ 2012/1/27
أضف تعليقاً