كانت "دروز بلغراد/حكاية حنا يعقوب" للروائي اللبناني ربيع جابر، محور نقاش أعضاء منتدى الكتاب العربي (اقرأ) في أمسية ، حيث التقوا هذا الشهر في مقر غاليري (الربع الخالي) بمركز دبي المالي العالمي، وأسوة بكل لقاء لهم انضم العديد من القراء، حيث بلغ عدد الحضور 15 مشاركاً.أبدى كل من المشاركين في البداية انطباعه عن الرواية خلال خمس دقائق، لينتقلوا بعدها إلى نقاش العديد من محاور الرواية والتي كان أبرزها الجانب التاريخي والاجتماعي ومقاربته من الواقع الراهن فيما يخص الفتنة الطائفية. وأبرز ما يميز أمسيات هذا المنتدى، فن إدارة الحوار وحسن الإصغاء، خاصة ضمن مجموعة اختلفت فيها مشارب ثقافات وأعمار الحضور.تعاطف معظم المشاركون مع شخصية بطل الرواية حنا يعقوب، بائع البيض، الذي ساقه قدره في الزمن الخطأ كبدل ضائع مع السجناء المنفيين الذين كانوا جميعهم ضحايا فتنة طائفية، لتتباين الآراء فيما يتعلق برحلة السرد والوصف الخاصة بالحوادث التي واجهها ارتحال مجموعة من الدروز المنفيين مع حنا يعقوب المسيحي، من سجن إلى آخر في القرن التاسع عشر حتى وصولهم إلى بلغراد، ليغتالهم الموت واحداً بعد الآخر، سواء من أهوال السجون أو رصاصات صراع بين متمردين وجيوش بلدان أخرى، ليتمكن حنا من العودة إلى أسرته بعد مضي 12 عاماً. تمثلت الإيجابيات التي قدمها بعض المشاركين، في الكشف عن أحداث تاريخية ترتبط بالفتنة الطائفية التي بدأت عام 1860 خلال مرحلة تداعي الامبراطورية العثمانية ودخول قوى استعمارية جديدة، والتي كانت جديدة عليهم، مما دفعهم إلى البحث عن تاريخ تلك المرحلة.كذلك أسلوب السرد البسيط والقدرة على التماهي مع شخصيات بسيطة بفكرها ولغتها، وارتباط الإنسان بالطبيعة التي كان يجد فيها متنفساً لإنسانيته وروحه. أما السلبيات فتمثلت في الإسهاب الطويل في السرد والوصف الذي يبعث على الملل في نفس القارئ، وكذلك جرعة المآسي الكبيرة التي دفعت البعض إلى عدم متابعة القراءة، والنهاية المبتورة مقابل رحلة السرد الطويلة.دار النقاش فيما بعد حول العديد من التساؤلات التي طرحتها الرواية والتي تمحورت حول الفتنة الطائفية في الزمن الراهن، وكيفية تفاعل الشعوب العربية خلال الأزمات والمحن وإن كانت تساهم في تقاربهم وتجاوز خلافاتهم أم في توسيع دائرة الخلاف والانقسام. ( البيان 11582 )
نشر في البيان 11582 بتاريخ 2012/3/01
أضف تعليقاً