أنشطة مهرجان طيران الإمارات للآداب : جلسة جمعت بين الكاتبتين الإماراتيتين نورة النومان وميثاء الخياط، وأدارها الباحث والكاتب د.عبدالعزيز المسلم، فيما كان من بين حضورها، الذي غلب عليه الحضور النسائي، الشيخة بدور القاسمي، مديرة دار كلمات للنشر. وطرح المسلم على الكاتبتين محاور نقاش تطرقت إلى تجربتيهما في الإبداع بـ«العربية»، على الرغم من أن كلتيهما تلقت تعليماً أجنبياً بالأساس، وتعتبر «الانجليزية» هي لغتهما الإبداعية الأولى، سارداً حقيقة أن بعض الكتاب العرب يلجأون إلى كتابة تجاربهم الأدبية باللغة التي يجيدونها بشكل أكثر تمكناً، قبل أن يقوموا بترجمتها بعد ذلك إلى «العربية».من جانبها، اشارت نورة النومان إلى أن هناك قيوداً كثيرة يفرضها المجتمع على الإبداع بـ«العربية»، تقلص من إغواء اللجوء إليها بالنسبة لمبدعين قادرين على الكتابة بالانجليزية، مستشهدة بموقف الكاتب الإماراتي الذي صدر له منذ أيام كتاب باللغة العربية حول قصص لشخصيات كرتونية يابانية، بعد أن جنى ملاحظة وحيدة لمديرة مدرسة ابتدائية لم تر في عمله سوى انه يتضمن 10 أخطاء في اللغة العربية.واضافت النومان «سلطة الرقيب الذي لا يقبل التجاوزات اللغوية ترهب المبدع، وإذا استمرت الحال هكذا فقد يتناقص الإبداع بـ(العربية) كثيراً بالنسبة لأجيال تتلقى دراستها بشكل كامل باللغة الانجليزية، ويبقى الأمر مرهوناً بمزيد من المرونة في هذا الجانب».ورأت النومان ايضاً أن هناك إشكالية كبرى تتعلق بمحتوى الكتاب العربي الموجه إلى الطفل، مؤكدة أن هناك صعوبة كبيرة في اجتذاب أطفال وصلت إلى إيديهم الكتب الأجنبية بكل ما تحفل به من تشويق وإثارة وتجديد، بصيغة كتب لاتزال تعتمد على تقاليد حكائية لا تناسب العصر، وتتسم بفقر شديد في المحتوى، وغيره من عناصر الإبهار للقارئ عموماً، ولشريحة الأطفال واليافعين خصوصا.ميثاء الخياط التي وافقت النومان رأيها التحليلي، استعرضت ايضاً تجربتها الذاتية في مساق اهتمام المؤسسات التعليمية العربية والأجنبية باللغة، مضيفة: «عندما اضطررنا إلى الاستقرار في بريطانيا بصحبة الوالد الذي ابتعث من اجل الحصول على رسالة الدكتوراه، كنت في صفوف الدراسة اضعف من أقراني، لكن ما حدث أن المدرسين أنجزوا لي برنامجاً خاصاً في المكتبة، من دون أن يتطلب الأمر توبيخاً أو استدعاء لولي الأمر، حتى تجاوزت مرحلة الضعف إلى التميز الدراسي، وبعد سنوات عندما عدت لاستكمال مراحل الدراسة المدرسية بالإمارات، تم تصنيفي بأنني ضعيفة في تحصيل اللغة العربية، وهو أمر تطلب توبيخاً وتواصلاً محبطاً مع ولي الأمر، وتوصية بأن أخضع لدروس خصوصية، ولم أجد يداً تمتد لي لتساعدني بهدوء على تجاوز الأمر، باستثناء مصادفة قادتني إلى عالم القراءة». ( الإمارات اليوم 2337 )
نشر في الإمارات اليوم 2337 بتاريخ 2012/3/12
أضف تعليقاً