نظم مركز جمعة الماجد محاضرة تحت عنوان “مع الكتاب” ألقاها الدكتور عمر عبدالكافي المستشار الثقافي لجمعة الماجد، وذلك في ختام احتفالات المركز باليوم العالمي للكتاب .استهل د . عبدالكافي حديثه بالقول إنه كما أن للبدن غذاء هو الأكل والشرب فإن للفكر والروح غذاء هو القراءة، فهي توسع مداركه وتفتح أفقه لفهم الحياة والتعامل معها بحكمة، فالحياة مع الكتاب والتعايش معه يفتح أمام الإنسان أبوابا من المتعة الفكرية المفيدة التي ترفده بالمعلومة التي لا بد له منها، خصوصا في هذا العصر الذي أصبح فيه تعلم الكثير من الأشياء ضرورة ولم يعد الكتاب ترفا كما كان الكثيرون يظنون” .وتحدث المحاضر عن الاهتمام بالقراءة في الغرب مما جعلها سمة غالبة عليه تشاهد في الشوارع والمتنزهات ووسائل النقل العامة، حتى إن الأوروبي يقرأ أكثر من 36 كتاباً في العام، بينما العربي يقرأ 6 صفحات، حسب بعض الإحصائيات كما قال المحاضر، وفي المقابل يصرف العربي جل وقته في مشاهدة التلفزيون، مع أن الجهد الذي يبذله الإنسان في مشاهدة التلفزيون خلال ساعة واحدة يقابل جهد ثماني ساعات من القراءة .واعترف د . عبدالكافي بالصعوبات التي يلاقيها الإنسان في البداية عندما لا يكون متعوداً على القراءة، ويريد أن يعود نفسه عليها، لأن القراءة لا تحتاج إلى صبر عظيم وقوة على حبس النفس في مكان واحد وبين دفتي كتاب وبعيدا عن الآخرين، وأرشد المبتدئين الذين يريدون أن يبدأوا بقراءات خفيفة عليهم وأن يصطحبوا معهم دائما أداة لتدوين الأفكار، لأن ذلك يسهل حفظها واسترجاعها والاستدلال بها على الموضوع الذي قرأوه، كما أنه يجعل القارئ يحس أنه أنجز شيئاً، ويزداد حبه لمواصلة القراءة، وبيّن أن قراءة المصحف باستمرار تشحذ همة المرء للمطالعة، كما أشار إلى أن أحسن أوقات القراءة هي بعد العشاء وعند الفجر، وأن تنويع القراءة في ميادين علمية وأدبية وفكرية ودينية عدة، يجنب القارئ المَلَلَ الذي قد يحصل من طول التركيز في ميدان واحد، وضرب د . عبدالكافي أمثلة تاريخية عربية على تقدير العلم وأهله، واستعرض بعض الأنظمة الأسرية الحديثة في الغرب لتعويد الأطفال على القراءة وخلق ألفة بينهم وبين الكتاب، وقال إن ذلك يبدأ من أشهر الطفل الأولى . ( الخليج 12033 )
نشر في الخليج 12033 بتاريخ 2012/4/29
أضف تعليقاً