رأى الكاتب والناشر الإماراتي قيس صدقي الحائز على جائزة الشيخ زايد للكتاب، أن تحفيز الأطفال على القراءة من خلال المجلات المصورة أمر يسهم في ترسيخ هذه العادة لديهم .جاء ذلك خلال ندوة “مجلة الأطفال بين الواقع والمأمول” التي أقيمت في إطار الدورة الرابعة لمهرجان الشارقة القرائي للطفل، وتحدث فيها صدقي عن تجربته في الكتابة والنشر، وأدارتها كاتبة الأطفال ري عبد العال (سوريا)، وتوزعت الندوة على محاور عدة، حيث طاف المحاضر بين التجربة الذاتية والخاصة قارئاً وكاتباً وبين عوالم النشر .قال صدقي: إن ما دفعني إلى عالم الكتابة ليس شغفي بالكتابة، وإنما شغفي بالقراءة، ولقد ترسخت عندي قناعة مفادها أنه كلما ترسخ شغف القراءة لدى الأطفال، كانت قدرتنا على إحداث التغيير المعرفي أكبر، وأعتقد أننا مازلنا في بداية الطريق، فلايزال الكتاب الموجه للطفل أو القصص المصورة لا تعتمد على خلق المتعة عند الطفل بالدرجة الأولى، وهذا ما يؤثر سلباً في ترسيخ عادة القراءة لدى الأطفال .واستعرض صدقي خلال الندوة تجربته مع القصص المصورة من خلال اطلاعه الكبير على قصص المانغا اليابانية، وقال: كلمة المانغا هنا ليس المقصود بها فاكهة المانغا، وإنما هي القصص المصورة اليابانية، والتي يصل عدد صفحات كل منها إلى أكثر من 400 صفحة، وهي تصدر أسبوعياً، وتعتمد على كتّاب كثر، وفيها قصص مختلفة من حيث الطابع، وقد تستمر القصة الواحدة على مدار بضعة أعداد، وهذه المجلات تلقى رواجاً كبيراً عند الطفل الياباني، وتوزع بعضها ما يقارب 4 ملايين نسخة، ويقوم الناشرون بجمع القصص التي حازت على أكبر قدر من الشعبية، وإصدارها في كتاب خاص، وهو ما يؤكد دور هذه المجلات في حياة الطفل الياباني .وتطرق صدقي إلى كتابه “سوار الذهب” الذي تلعب فيه شخصية سلطان دور البطولة، وقال: لقد حاولت أن يرى كل طفل في سلطان جزءاً منه، ولم أركز بشكل خاص على البيئة الإماراتية، وإنما على المشتركات التي يمكن أن تكون بين جميع الأطفال، وتجنبت المواعظ التي تدفع الطفل إلى الملل، وذلك لأني أعتقد أن القراءة بحد ذاتها هي القيمة الكبرى التي يمكن أن أقدمها للطفل، وقمت بالتركيز على الجانب الممتع في السرد، وبناء الحكاية، وأعتقد أن استنباط القيم أمر يتم خلال عملية القراءة، ولا يتم فرضه بشكل قسري على القارئ . ( الخليج 12037 )
نشر في الخليج 12037 بتاريخ 2012/5/03
أضف تعليقاً