استضافت اللجنة الثقافية في النادي الثقافي العربي في الشارقة الكاتبة المصرية ثريا عبد البديع في جلسة حوارية تناولت تجربتها في الكتابة للطفل وأدار الأمسية الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي بحضور عدد من المثقفين والمهتمين، وقد آثر د . عبد العزيز أن يأخذ طابع الجلسة الأسلوب التحاوري وقدم نبذة عن تجربة الكاتبة عبد البديع ونوه ببعض كتبها التي حققت نجاحاً في مصر وغيرها من البلدان العربية .بدأت عبد البديع بالحديث عن إنجازاتها في مجال الكتابة للطفل التي تجاوزت خمسين كتاباً منشوراً وركزت على تعاونها مع دور نشر عدة معروفة مثل دار المعارف المصرية فضلاً عن مثيلاتها من الدور المرموقة في مجال نشر كتب الأطفال، وتناولت عبد البديع تطور تجربة الكتابة للطفل عندها في الأعوام العشرة الأخيرة التي أنجزت خلالها سلسلة من الكتب التي تدمج بين السياسة وثقافة المقاومة كما هو شأن كتاباتها عن الانتفاضة الفلسطينية، وبسبب تأثرها ومشاركتها في أحداث ثورة 25 يناير المصرية، قدمت عبد البديع حوالي 15 كتاباً قصصياً للأطفال من واقع الأحداث والشعارات واللافتات التي عج بها ميدان التحرير، وكانت تهدف من وراء هذه القصص إلى تمرير جملة من المصطلحات التي تدور حول مفاهيم الحرية والثورة والدستور بأسلوب درامي شيق .وقدمت الكاتبة ثريا عبد البديع تفصيلاً لتجربتها باستخدام عدة وسائل منها الرسومات التوضيحية وأنها تعمل دائماً على تناول الأفكار المجردة وتجسيدها إلى نصوص وبدرجة أكبر إلى صورة، وضربت مثالاً بمفهوم الحرية في كتبها الذي تمت مقاربته بموضوع الفرح من خلال عبارة “أن ترسم وأنت فرحان” .وأكدت عبد البديع أننا نعيش مرحلة عولمة الثقافة وأن الكتابة للطفل من وجهة نظرها في هذا الواقع المعولم تحتاج إلى مهارة تتجاوز مسألة الحرفة نحو التفكير بموضوع التراث والهوية والجذور، لكنّ ذلك من وجهة نظرها لا يجب أن يقف حائلاً من دون تعاطينا مع الترجمة وأن مؤشر القراءة الموضوعية لواقع الثقافة الموجهة للطفل في عالم الغرب، هي إيجابية بوجه عام، فالغرب نجح من وجهة نظرها في استغلال مساحة الخيال عند الطفل ونوع من أساليبه ووسائله فيما لا نزال في مجتمعاتنا العربية، نميل إلى تقديم إملاءات وتوجيهات تنفر الطفل وهو ما يجب أن يتوقف . ( الخليج 12040 )
نشر في الخليج 12040 بتاريخ 2012/5/06
أضف تعليقاً