نظمت في ندوة الثقافة والعلوم في دبي، أمسية شارك فيها كتاب إماراتيون في مجال الأدب الساخر، وجمهور من المثقفين، حملت عنوان: "كتاب الأدب الساخر في الإمارات"، ناقشوا خلالها تجربة أوائل من كتب هذا الأدب محلياً، وتجربة الكتابة الساخرة في الإمارات، ومقاربة الساخر والمبتذل وارتباطهما بالأدب، ومعوقات الكاتبة الإماراتية في هذا المجال، موضحين أن مفهوم السخرية يمثل خطاً في مدى القدرة على إضحاك القارئ، وتعبيراً ورؤية أخرى مختلفة، مبينين أن شبكات الإعلام الحديث، أسهمت في رفع عدد قراء كتاباتهم إلى ما فوق الضعف، مشكلة نافذة جماهيرية لمدوناتهم الإلكترونية.كتاب الأدب الساخر، أكدوا أن وسائل التواصل الاجتماعي، لعبت دوراً حقيقياً، في تفعيل الكتابة الساخرة، وجعلتها مقروءة بشكل كبير، وقال الكاتب عبدالعزيز حارب: إنه يجب بيان أهمية الإعلام الحديث في المرحلة التي نعيشها، ومقدرته على جعلنا مقروئين بشكل مكثف، ومكرر ومعمق، فبعد أن أنشأت مدونتي الإلكترونية عام 2011، واعتمدت فيها الكتابة الساخرة، حقق ذلك لي تفاعلا نوعيا بالمئات، أسهم الإعلام الحديث بعدها، في زيادة زيارات المدونة، التي وصلت إلى 30 ألف زائر خلال أيام، مدركاً حينها، أننا تجاوزنا مسألة الجغرافيا، واستمرارنا مرهون بالطرح. وأوضح أن المدونة تعد أرشيفاً، يخدم الأدب الساخر، بإثراء نوعي، متجاوزاً حدود عمود أو مقالة في صحيفة معروفة.الكاتب يوسف النعيمي، صاحب مدونة كوفي شوب، لفت إلى أن تعريف الساخر وارتباطه بالأدب، يحمل أكثر من بعد، وخيط رفيع بين مسألة الابتذال، وارتباطها بالخيال ومعادلة الكذب والصدق، أو نوع من الفكاهة. وأشار إلى أن الأدب الساخر هو مدى قدرة الكتّاب فعلياً على إضحاك القارئ من شدة الألم. ونوه أن شبكات التواصل الاجتماعي نافذة رئيسة لمكونات الكاتب الجديد، في طبيعة كتابته، وتكوين القاعدة الجماهيرية له، مضيفاً أنه كتب قرابة 20 مقالا ساخرا، زارها ما يقارب 11 ألف مستخدم، وبين أنه بمعدل 400 إلى 500 زيارة لكل مقال.وفي سياق مقومات الأدب الساخر وتطوره في الإمارات، بين خالد السويدي أن بيئة كتابة الأدب الساخر، على مستوى النشر، متباينة بين الصحف الرسمية والخاصة، والسبب يعود إلى سقف الحريات والرقابة فيها، موضحاً أن طبيعة استخدامات اللغة العربية واللهجة العامية، تدخل فيها شرائح القراء المختلقة، وإشكالية الفهم الخاطئ تعد أبرز تحديات الكتابة في الأدب الساخر، وقال حولها: "كتبت مرة عن رأي حول التعليم في إحدى البلدان العربية، وفهم بشكل خاطئ، إضافة إلى العامية، التي لا يستوعبها بعض العرب بشكل عميق، ما يعيق الفهم العام للمقالة"."إعطاء الفرصة"، جواب تقدم به الكاتب عبدالله الشويخ، لسؤال جمال الشحي مدير الجلسة حول كيفية الارتقاء بكتابة الأدب الساخر، مبيناً التنوع الذي يقدمه انفتاح الإعلام، من عرض لقدرات ومواهب إماراتية، قادرة على خوض المجال، وبحاجة إلى تبني حقيقي، بعد أن كانت محددة بدائرة العلاقات والصداقات فقط، لافتاً إلى مسألة ترجمة المقال الساخر وما ينتج عنها، من إخلال للمعنى الفعلي لرسالة المقالة. وأضاف: يبقى الأدب الساخر، مساحة مطاطية، يستطيع الكاتب النفاذ من خلالها من أي اتهام، سواءً في الطرح السياسي أو الاجتماعي، متعللاً بأنها مزحة ولم يقصدها بشكل مباشر". ( البيان 11669 )
نشر في البيان 11669 بتاريخ 2012/5/30
أضف تعليقاً