عقد نادي القصة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الشارقة جلسةً قدم فيها الروائي والناقد عبد الفتاح صبري ورقة نقدية حلل فيها قصة “وجه الشبه” للإماراتية الدكتورة فاطمة حمد المزروعي، وهي إحدى قصص مجموعتها الصادرة ضمن مشروع قلم التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.أدار الجلسة القاص إسلام أبو شكير الذي قرأ قصة المزروعي، وهي تتحدث عن امرأة تجد نفسها فجأة في مواجهة مباشرة مع شبيهة لها. وتتخذ الراوية من التشابه المطلق بين الشخصيتين وسيلة للتلاعب بموقف المتلقي ومشاعره، فهي توهمه بأن الشخصيتين منفصلتان تماماً، لكنها لا تلبث أن تمحو الحدود الفاصلة لتجعل الأمر مجرد وهم تعيشه امرأة واحدة تعاني نوعاً من التشظي. وتدفع الراوية بحالة التلاعب هذه إلى أقصاها من خلال تقنية (القص داخل القص)، فالشخصية الرئيسة تكتب نصاً قصصياً تتحدث فيه عن امرأة وشبيهتها، لتفاجأ بأن نصها هذا قد تحول إلى واقع، وأن الأمر انتقل من فضاء الخيال والوهم، إلى حيز الواقع المتجسد فعلاً.ثم قرأ صبري ورقته التي حملت عنوان “قصة وجه الشبه.. استراتيجية المكان”، ولاحظ فيها أن القاصة شكلت المكان وهندسته جغرافياً بما يتسق مع ما كانت تسعى إليه من دلالات. والمكان في النص كما رآه صبري لم يكن حاضناً للشخصية فقط، بل مؤثراً في حراكها أيضاً، وفي تطلعها النفسي الباحث عن العزلة.وأشار صبري إلى أن النص يعتمد أساساً على الخداع والمراوغة، وأن الخداع وصل أقصاه حين ركبت الكاتبة نصاً على نص، وذلك بغرض إرباك المتلقي. وقال إن النص المساند كان له دور في إبراز حالة الاهتزاز الداخلي للشخصية، وانعدام الوضوح في موقفها من ذاتها.وخلص الناقد إلى أن المكان ارتبط بحالة الشخصية، ففي حالة الميل إلى العزلة سيبدو هادئاً ساكناً، وفي حالة التوتر والصراع الداخلي يشتعل بالضجيج، ما يؤكد أنه لم يكن مجرد خلفية ساكنة للحدث، بل عنصراً فاعلاً كاشفاً متلوناً يمتلك أبعاده الإنسانية والنفسية والفيزيائية والاجتماعية المرتبطة بالمناخ العام الذي يسود النص. ( الإتحاد 13480 )
نشر في الإتحاد 13480 بتاريخ 2012/6/01
أضف تعليقاً