نظم نادي القصة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الشارقة حفل توقيع للقاص السوداني عبدالرحمن سعد بمناسبة صدور مجموعته الأولى (انعتاق). والمجموعة بدورها تمثل الإصدار الأول لدار (اقرأني) الإماراتية التي أسستها مؤخراً القاصة والإعلامية عائشة الكعبي في أبوظبي، وسبقت الحفل أمسية أدارها عبدالفتاح صبري مشرف نادي القصة، وقرأ فيها سعد نماذج من مجموعته، وهي نصوص قصيرة جداً، تعتمد عنصر المفارقة في إثارة المتلقي، وشد انتباهه، وقد بدا واضحاً أن القاص مشغول برصد التناقضات في المواقف والسلوك لدى الشخصيات، وتعريتها، وهي تناقضات يمكن تلمسها على مستويات مختلفة منها الوجداني، والاجتماعي، والسياسي، والأخلاقي، والفكري..فعلى مستوى السلوك الاجتماعي يتوقف الكاتب مثلاً عند ظاهرة الادعاء في قصة (حق): (تركت زوجها وطفلها الوحيد حزينين، وسافرت لتقديم دراسة عن حقوق الطفل)، وعلى مستوى الخطاب السياسي يكشف القاص في (عربية) عن جسامة الهوة بين اللغة والواقع: (كانوا يهتفون.. القدس عربية.. وغزة حرة. كان الرصاص المسكوب عليهم يضحك من الحليب المسكوب في الجامعة العربية).. وما يستوقف النظر في مجمل النصوص التي قرأها سعد أنها تهتم كثيراً بإيصال الفكرة بأقرب طريق، وهو ما أوقع بعضها في مطب المباشرة، والانغلاق، والوضوح المطلق الذي يقطع الطريق أمام أي محاولة للتأويل، أو مداورة النص بغرض الكشف عن دلالات أخرى له.يشار إلى أن المجموعة صدرت ضمن سلسلة (بداية)التي أطلقتها دار (اقرأني)، وتقتصر ـ كما صرحت عائشة الكعبي مديرة الدارـ على الإصدار الأول للأدباء الشباب، إدراكاً من الدار لأهمية إمداد المكتبة العربية بالأقلام الجديدة التي تعبر عن فكر أبناء اليوم، وتنطق بمعاناتهم. ( البيان 11685 )
نشر في البيان 11685 بتاريخ 2012/6/15
أضف تعليقاً