احتضن بيت الشعر في الشارقة أمسية نقدية احتفائية بتجربة رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الشاعر حبيب الصايغ، بمناسبة صدور أعماله الشعرية الكاملة في جزأين، حضرها الشاعر الصايغ وأحمد بورحيمة، ومدير إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، ومحمد البريكي مدير بيت الشعر، وجمهور كبير ولافت من الشعراء والكتاب والنقاد ومتابعي الشعر .قرأ د . هيثم الخواجة ورقة نقدية بعنوان “الشاعر حبيب الصايغ: حداثة متجددة ورؤية شمولية” استهلها بالحديث عن عراقة القصيدة الكلاسيكية وأهمية المبدعين في مجالها، وضرورة استيعاب الروافد الشعرية الحديثة، ومنها قصيدة النثر، فالإبداع الجيد في أي نوع من أنواع القصيدة يفرض نفسه، سواء أكان في عالم القصيدة العمودية، أو عالمي قصيدتي التفعيلة والنثر، ثم انطلق للحديث عن شعراء الإمارات الذين جودوا في قصيدة النثر، وذهبوا بها بعيداً في فضاءات الإبداع والتطور، وتوقف عند تجربة الشاعرالصايغ، ليتلمس جماليات القصيدة لديه شكلاً ومضموناً، يرصد اشكال الابتكار الخلاق في أطر ومضامين قصيدته، مؤكداً أنه يبدع قصيدته عبر آليات تتشوف إلى صياغة حالة جديدة، من خلال نص حداثي يخاطب الحاضر والمستقبل، ويطرح أسئلته الاستفزازية عبر مصداقية واضحة . وانتقل بعد ذلك إلى التأكيد على أن الصايغ لم يلتقط شعاع إبداعه من فراغ، وإنما استند في ذلك إلى معمارية القصيدة التقليدية وإلى المبدعين فيها، ولذلك تبدو البنية الفنية في قصيدته متماسكة، ويبدو الأسلوب اللغوي متين السرد، مشرق العبارة، إن المضامين اللغوية لدى الشاعر ودلالات الصور، تجعل القارىء في موقع التساؤل والاستفسار باعتباره ينهمك في فض الغلالات الشفيفة تارة، ويتوجه إلى عواطفه المتأججة لمعايشة رؤاه وأفكاره تارة أخرى .وتوقف د . الخواجة عند رؤية الصايغ الشعرية، والبنيتين الدلالية والفنية في نصوصه، ليسلط الضوء على علاقة الشاعر بالمكان “خورفكان-شجرة الرولا” والأصدقاء “أحمد راشد ثاني”، على سبيل المثال لا الحصر، وأكد في نهاية محاضرته أن الصايغ يستخدم ثنائيات ضدية، وأخرى متجانسة، مثل: الحياة، الموت، الحب/الود، الصدق/الوفاء، وسوغ ذلك ببحثه الدائم عن النص المتوتر، فضلاً عن الوعي الزمني الذي يبدو على نحو جلي من خلال استخدامات الجمل الاسمية والفعلية، بما يتضمن أزمنة عدة، هي زمان الكتابة، وزمان النص، وزمان القراءة . . إلخ . . .وقدم عدد من الحضور مداخلات نقدية، حول النقاط التي تناولتها المحاضرة، أو في ما يتعلق بمناخات تجربة الشاعر، ومن هؤلاء: إبراهيم محمد إبراهيم، د . صالح الهويدي، ومحمد نجيب قدورة وزكريا أحمد عيد، وردّ د . الخواجة على بعض الملاحظات التي بدت في بعض هذه المداخلات .ثم قرأ الصايغ مقاطع محددة من عدد من النصوص الشعرية، التي احتوتها أعماله الشعرية الكاملة، لاقت اهتمام الحضور، لما فيها من صور مدهشة، ولغة شفافة، دلت على غنى وتنوع تجربته الإبداعية، وعمقها الدلالي .وفي نهاية الأمسية وقع الصايغ على نسخ من أعماله الكاملة . ( الخليج 12093 )
نشر في الخليج 12093 بتاريخ 2012/6/28
أضف تعليقاً