قال الباحث زكريا أحمد »إن رواية »تاج الهدهد« للروائي المصري ناصر عراق تسمح للقارئ بمداخل عدة وعتبات يمكن أن يقف عندها وتشكل منطلقاً لدراستها، فهناك عتبة الإهداء وعتبة الجملة الأولى، وعتبة الشخصية الرئيسة وعتبة اللغة وعتبة الموضوع، وكلها تقدم مادة خصبة للقراءة«، جاء ذلك في مستهل حديثه في الجلسة الحوارية التي أقامها النادي الثقافي العربي في الشارقة لنقاش »تاج الهدهد«، واشترك فيه ناصر عراق، وأدارها الشاعر محمد إدريس .في تحليله لعتبات المداخل في الرواية توقف أحمد عند مقتطف من رواية الحرافيش لنجيب محفوظ اتخذه عراق مفتتحاً لروايته، ليقول زكريا إن هذا المفتتح يشير إلى تأثر عراق بنجيب محفوظ وهو ما يتجلّى في طريقته في السرد التي تلتقط التفاصيل الدقيقة وترسم حدود المشهد بدقة، وهذه إحدى أشهر تقنيات الكتابة الروائية عند نجيب محفوظ . وأضاف أن عراق قارئ مفتون بنجيب محفوظ .الكاتب ناصر عراق تحدث عن ظروف كتابة روايته فذكر أنه كان منذ صغره مفتوناً بعالم الحيوان من كثرة ما كان أبوه يأخذه هو وإخوته إلى حدائق الحيوانات، ويحكي لهم حكاياتها، ويفصل لهم في أنواعها وسلوكها، وبما أن أباه يتعاطى الرسم، فقد كان يرسم لهم أشكال تلك الحيوانات، ما ولد في نفسه تعلقاً بها وزاد الأمر عندما كان في الجامعة في قسم الفنون التشكيلية، فكان برنامج الدراسة يتضمن الجلوس لساعات في حديقة الحيوانات، يرسمونَ مشاهداتهم، وأضاف عراق أن هذا الحب ولّد لديه تصورا لرواية عن عالم الحيوانات بدأ كتابتها قبيل ثورة 25 يناير بأشهر ثم توقف بعد قيام الثورة، وكان من حظه كما قال أن عايش »ميدان التحرير« في أيامه الأولى، ورأى تحولات المجتمع المصري وخاصة طبقة الشباب والمثقفين، وبعد انتهاء الثورة رجع إلى ما كتبه من الرواية وقرر أن يعيد صياغته ويربطه بأحداث الثورة . ( الخليج 12206 )
نشر في الخليج 12206 بتاريخ 2012/10/20
أضف تعليقاً