انطلقت في الشارقة فعاليات ملتقى الشارقة الأول للبحث المسرحي بمشاركة أربعة باحثين مسرحيين من الوطن العربي.وفي كلمته الافتتاحية للملتقى الذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قال عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة “إن هذا الملتقى الجديد يمثل إضافة إلى البرامج التي تنظمها الدائرة على مدار العام في سبيل سعيها للتنمية الثقافية المسرحية وترجمة لمرئيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهو يأتي استجابة للحاجة الملحة إلى دعم وتطوير الحركة المسرحية العربية، خاصة مع ما تعانيه حركتنا المسرحية العربية من نقص ومحدودية في المصادر والمراجع البحثية”، كما ذكر العويس أن الملتقى يهدف إلى دعم الجهود المسرحية المتميزة في الجامعات والكليات والمعاهد المسرحية وتقديمها والاستفادة منها من خلال طرحها من قبل أصحابها الذين أنجزوها، والاستفادة من نتائجها وتوصياتها في سبيل دعم وتطوير الحركة المسرحية العربية”.وفي مستهل الجلسات قدمت تارا معلوف من لبنان تلخيصاً لبحثها “مهنة التمثيل المسرحي.. دوافع الاختيار ونتائج الممارسة” الذي حازت عليه شهادة المجاستير من جامعة الروح القدس لبنان، تحت إشراف الدكتور مشهور مصطفى مشهور، حيث استعرضت الأسباب التي تدفع الإنسان إلى امتهان فن التمثيل، باعتبار أن ثمة اختلافات في توجهات الناس إلى هذه المهنة، وقالت “فمنهم من هو طبيعيٌّ وموهوب وينتقي المهنة التي تناسبه، ومنهم من يبحث عن علاج يريح جراحه النفسية ويحلّ مشاكله أو يريح جراح غيره (بحثّه على الضحك أو البكاء للوصول إلى التطهير). ومنهم من يفجر طاقاته، ويحصل على التقدير الذي يريد، عبر عرض نفسه أمام الجمهور، والحصول على مكافأته من تصفيق واستحسان وشهرة”، وإلى جانب هؤلاء من الناس من يتوجه إلى التمثيل كوسيلة للانفتاح وتخطي الخجل، والبحث عن توازن الشخصية، ومنهم من يستطيع تحقيق ما لا يستطيع تحقيقه في الواقع عبر الشخصيات المسرحية وعالم الخيال”، وذكرت تارا أن هذه الأسباب قد تؤثر بطريقة أو بأخرى في اختيار المرء للاشتغال بالتمثيل، ولكن “ما يطمح ويتطلع إليه الممثل لا يكون تماماً ما ينتظره. فقد يعاني من ظروف عمل ومعيشة صعبة”، ومن ذلك أنه قد لا يجد استقراراً في دخله المادي أو لا يتمكن من العمل أساساً، كما أنه معرض إلى رفض الناس، ما يؤدي إلى جروح نرجسية وفقدان الثقة بالنفس”.. وقد أدار هذه الجلسة التي شهدت نقاشاً واسعاً الممثل السوداني الرشيد أحمد عيسى.أما الجلسة الثانية فقد خصصت لرسالة دكتوراه بعنوان “التناسخ الثقافي في المسرح المغاربي.. دراسة ثقافية”، للباحث المغربي هشام الهاشمي، وأنجزت تحت إشراف الدكتور مصطفى رمضاني والدكتور أحمد الغازي، وقرأ الهاشمي العلاقة بين الشرق والغرب بوساطة المسرح من منظور النقد الثقافي، معتمداً حساسية أدوارد سعيد وتنظيراته في هذا الجانب، وفي هذا الإطار قارب العديد من النصوص المسرحية الغربية والعربية، مبرزاً صدى أسئلة “الشرق والغرب” و”المركز والهامش”...، فوق متنها، منتهياً إلى أن المسرح المغاربي استطاع في الفترة ما بعد الكولونيالية أن ينتهج استراتيجية أساسها استيعاب تقنيات المسرح الغربي، وصهرها مع خصوصية الأسئلة والهموم المتجذرة في الواقع العربي، وإعادة استثمار التقنيات التي يتضمنها الموروث العربي، وقد أدارت هذه الجلسة القاصة والناقدة المصرية اعتدال عثمان.وتتواصل جلسات الملتقى اليوم بجلستين يشارك بهما عمرو سامي من مصر، وخالد البناي من الإمارات، ويديرهما وليد قوتلي وإبراهيم مبارك، كما يشهد الختام حفل تكريم للمشاركين في الملتقى، ومجموعة ممن شاركوا في فعاليات مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة الذي نظمته الدائرة في كلباء منذ فترة قصيرة. ( الإتحاد 13632 )
نشر في الإتحاد 13632 بتاريخ 2012/10/31
أضف تعليقاً